التحالفات السياسية الكبيرة خطوة ايجابية بشروط

هنالك توجس في الساحة العراقية من ظهور التحالفات السياسية الكبيرة كالتحالف الرباعي والتحالف المضاد الذي هو قيد التأسيس ، حيث أن هذه الظاهرة توحي للبعض بأن هنالك طرق جديدة آتية للأنقسام والتناحر . لا احد يستطيع ان يجزم بما سوف تاتي بها الأمور على الساحة العراقية لكني أرى أن ظهور التجمعات الكبيرة يكون ايجابيا اذا عكست هذه التجمعات مواقف داخلية يؤدي حلها الى تناقص العنف واذا جاء هذا الحل بالطرق الديمقراطية السليمة.

لقد طرحت الأنتخابات البرلمانية الأخيرة عددا كبيرا من الأطروحات المتشابهة ظاهريا على الأقل ولم يكن في وسع الناخب الذي لايعرف اسماء المرشحين الا الإرتباك أوالتصويت بناء على الأنتماء الطائفي او العرقي. أن تكرار هذه التجربة كما هي وبدون تكتلات كبيرة سوف يؤدي بالطبع الى نفس النتائج والأصطفافات والاختناقات في عملية صنع القرار. فالتحالفات الكبيرة تبسط بلا شك الأطروحات السياسية على الناخب ليصبح الخيار أمامه محدودا أو ثنائيا بين طرفي نقيض في سياسة مبسطة،

ولكن ماهي الثنائيات الممكنة وذات المعنى في الساحة العراقية؟ دعونا تفحص بعضها؛

العروبة أم الاسلام؛ هذا الطرح الجدلي لا تحله العملية الديمقراطية حيث أن الغالبية من الشعب العراقي فيه من الاثنين والسياسة الأرجح هي التي يتم فيها التوازن بين الانتماء العربي والاسلامي وبأي حال نرى أن إصطفاف الاحزاب في التحالفات الجديدة لا يعكس هذه الثنائية وذلك لوجود الاسلام السياسي ممثلا عند الطرفين

العلمانية أم الدينية؛ ماقيل في العروبة أم الاسلام يسري هنا ايضا فالسياسة الأصح فيها من الاثنين والعلمانيون في داخل كلا الطرفين ولكن تتميز هذه الثنائية بأنها تحدد أسلوب الحكم وليس فقط هوية المجتمع لذا فالجدل فيها مطلوب في سبيل التوصل الى الصيغة المثلى لاسلوب الحكم.

الفيدرالية أم المركزية؛ من الواضح أن دعاة الفيدرالية قد اختاروا التحالف الرباعي ولو قارنا هذه الثنائية مع تيارات السياسة في الديمقراطيات الراسخة لوجدنا الكثير من التشابه ولا شك بأن هذه الثنائية لازمة النقاش وتضع القرار الاهم امام الناخب بوضوح وبساطة

أن الساحة العراقية في أمس الحاجة الى طروحات جذرية وبسيطة التفاصيل لكي يتسنى البت فيها بطريقةديمقراطية سليمة، حيث أن عملية البت هذه هي التي تؤدي الى تقوية المعاهد الدستورية امام الممارسات الفوضوية والأرهاب. ولذلك نأمل أن يقبل التحالف المضاد بالتحدي المطروح من تحالف الفيدراليين، ونجد في هذه التسمية دقة أكبر من تحالف المعتدلين، وجمع القوى الداعية لمركزية الحكم في تحالف واحد والأستعانة بالأساليب الديمقراطية لحسم الخلاف وتحديد الأتجاه السياسي لبناء مستقبل العراق.

ولكن هنالك المحاذير من تكرار تجربة الانتخابات السابقة بدون تلافي الأخطاء، لذا نكرر وبألحاح مطالبتنا بأجراء التعداد السكاني تحت الأشراف المباشر للأمم المتحدة أولا ثم الانتخابات بشفافية وبدون ضغوط او تزوير، وبدون هذه الضمانات فلا يرجى التقدم.

Leave a Reply

You must be logged in to post a comment.