ضربة إسرائيل المرتقبة لإيران: محور الأزمة القادمة

كثر التسائل عن إحتمال ضرب إسرائيل لإيران وهي ليست أكيدة الحصول، لكن هنالك من المؤشرات ما يدل على قرب حدوثها، ونظرا لأهمية التداعيات الناتجة لعمل كهذا وخصوصا على الوضع في العراق لذا نعتبر هذا العمل محورا تقاس من خلاله تبعات أحداث أخرى لكي تتفاعل وإما تزيد أو تقلل من أضرار ونتائج وإحتمالات الحدث الأساس. وهنا لا أدعي الألمام الكامل بالتفاصيل غير تلك التي تتوافر عبر وسائل الإعلام، ولا أدعي الإختصاص بهذا الموضوع فهذه هي مجرد مقالة في مدونة شخصية.

أن الدلائل تتراكم وتدل على قرب الضربة. هنالك حديث لرئيس الوزراء الأسرائيلي أيهود أولمرت في تموز يوليو يقول فيه أن العالم سوف يبدو مختلفا تماما بعد ثلاثة شهور، وتوقيت إستقالته في أيلول سبتمبر الذي قد يدل على رغبته القوية في إصدار اوامر الهجوم الأخيرة. وهنالك لهجة الحكومات الخليجية التحذيرية لإيران من خلال إجتماع قمة عربي في آب أغسطس الذي ينم عن حتمية الهجوم، ربما لسماحهم بمرور المقاتلات الإسرائيلية فوق أجواء بلادهم، وهنالك طلب إسرائيل من الولايات المتحدة لسلاح متقدم لغرض تنفيذ الضربة وقد قيل بأن الطلب قد رفض لكن بدون إعطاء التفاصيل.. وغيرها من الدلائل.

على الرغم من التفوق التكنولوجي الهائل لدى إسرائيل فإن أحداث الهجوم الإسرائيلي على معاقل حزب الله في لبنان قد بين بوضوح حدود هذا التفوق على أرض الواقع، مما يدفعنا لتوقع إستمرار بل زيادة الجهود الإيرانية في مسعاها لتطوير قدراتها النووية. من ناحية أخرى نرى تحركات أيران لضم الجزر المتنازع عليها: طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، ورفضها الإحتكام لحل النزاع لمحكمة العدل الدولية هي تحركات إستفزازية تزيد من إحتمال إيقاع الضربة.

تداعيات الضربة على العراق بعد حصولها: على الرغم من معارضة مختلف الإتجاهات السياسية، علينا أن نتوقع الجهات الأكثر تعاطفا مع أيران أن تسعى لزيادة عدم الإستقرار أمام قوات الإحتلال وتقوية مواقعها من خلال ضرب الإتجاهات الإخرى والأهداف الرمزية المثيرة للإحتقان الطائفي ومحاولة تصفية المناطق المختلطة مثل ديالى وسامراء.

أن أحداث جورجيا القريبة تدعونا للربط بينها وبين الضربة المرتقبة، فالعامل المشترك بينهما لا يقبل الشك: إنه النفط ومحاولة السيطرة على منابعه ومساراته. أن تداعيا في بسط السيطرة على النفط الأيراني أو إحكام الخناق على تصديره من منطقة الخليج من شأنه أن يدعو الإتحاد الروسي لإعادة النظر في إستقلال جورجيا، بحيث يحصل التبادل في المصالح: روسيا على أنبوب نفط جورجيا مقابل تقوية سيطرة أمريكا على الخليج وأيران، لكن هذا التبادل يفترض عودة الى نوع من الحرب الباردة و الإعتراف بالتوازن النووي مع روسيا، وهذا ليس في خاطر الأمريكان في الوقت الحاظر.

أن حسابات المحافظين الجدد وإسرائيل لا تأخذ بنظر الحسبان تكاليف وأحتمالات التداعيات بصورة كافية.

Leave a Reply

You must be logged in to post a comment.