أطردوا ماغورك
بريت ماغورك هو مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للعراق، المعروف عنه علاقته الوطيدة مع السياسيين العراقيين المكفولين أيرانيا كرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
أرجو عدم إسائة فهم كلماتي، ليس خطأ أن تقيم الولايات المتحدة علاقات جيدة مع أعداء محتملين لكي تتجنب التورط في منازعات طويلة ومكلفة وبلا نتيجة. فقد صرح الرئيس أوباما قبل إنتخابة بأنه سوف يتبنى سياسة الإنسحاب العسكري الكامل من العراق، والإنسحاب الكامل لم يكن ممكناُ في حينها بدون التنسيق مع أيران. كانت أفكار ماغورك مناسبة لتحقيق هذا الهدف وكان الرجل المناسب في الوظيفة المناسبة.
لكن الأمر الآن قد إختلف فالإنتخابات التي جرت مؤخرا كانت تحت إدارة هيئة الإنتخابات “المستقلة” والتي يتبع أعضائها الأحزاب السياسية الفاسدة المتقاسمة الحكم. وتشير التقارير الواردة من محطات الإنتخابات الفرعية بأن المساهمات الشعبية في التصويت كانت متدنية جداً، وغالبا لا تزيد على 30%. ولكننا تفاجئنا قبيل إغلاق صناديق الإقتراع بأن التقرير الرسمي لهيئة الإنتخابات يشير بأن المساهمة كانت حوالي 45%.
وهذا قد أثار حفيظتي لأن أغلب معارفي من العراقيين قاطعو الأنتخابات هذا العام (شخصياً أنني قد ساهمت بالأنخابات وأصبعي المصبوغ بالحبر يشهد على ذلك).
ليس لدى مفوضية الإنتخابات إحتكاراُ على رؤية الحقيقة لكن ماغورك يتصرف وكأنها كذلك. أن العديد من العراقيين يرون المغالاة بتقديرات المساهمة بأنها مجرد المرحلة الأولى في تزوير الأنتخابات، والتي تعودنا عليها من الإنتخابات السابقة.
.واليوم عاد ماغورك إلى بغداد من أجل طبخ صفقة جديدة تتعامى على الفساد والتزوير
كنا نتوقع أن تؤدي الإنتخابات إلى التغير السلمي للسلطة لكنها تحولت إلى مجرد ختم لأستمرار الوضع القائم وأداة للتستر على فساد المسؤولين الكبار، ولهذا السبب بالذات قاطع العديد من العراقيين هذه الإنتخابات. ومن المحزن أن نرى مبعوث الرئيس الأمريكي وهو يقوم بدور الشيف الرئيسي لهذا التحول القبيح.
ينبغي أن يبعد بريت ماغورك عن دور التأثير في الشأن العراقي وأن تعاد الإنتخابات تحت إشراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
أن إجراء إنتخابات نظيفة تحت الإشراف الدولي لا ينفع العراق فحسب، بل سوف يكون رائداُ لجميع شعوب المنطقة والتي يعاني جميعها من أحكام غير ديمقراطية
أعتذر لفنان الكاريكاتير المبدع منا نيستاني لتغير العلم