شيئا من الطائفية خير من إنكارها

قمت بزيارة الوطن الأم العراق خلال الشهر الماضي وفوجئت بتعليق موظف المراقبة الصحية في الحدود العراقية الذي قال لي: لا هلا ولا مرحبا، بعد أن قرأ أسمي ولكن بنغمة الإثبات وذلك للتمويه، وكانت هذه أول مظاهر الطائفية لكنها لم تكن الأعمق أثرا، فقد أخبرني صديقي المسيحي بأن الطائفية تجدها الآن حتى بين الطوائف المسيحية، فالآثوري لا يساعد السرياني والطوائف الأخرى كذلك على نفس الحال. ولا غرابة في ذلك فالطائفية ما هي إلا واحدة من أعراض الخوف ونتيجة لنجاح الأعمال الإرهابية في إرساءه في جميع أوصال المجتمع. أورد هذه الأمور لكي أدل على معرفتي بمساوئ الطائفية من منابعها ولا أحتاج تذكارا لما سببته من خراب وموت. لكننا اليوم لا نسمع إلا الهجوم عليها من جميع الجبهات، ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية جديدة نسمع العجب العجاب من أناس هم من صميم الطائفية، فالجميع ينكرها ويتبرأ منها، بل أصبحت شماعة الطائفية تعلق عليها أسوأ التعديات على حقوق الأقليات العراقية التي لا تكاد أن تجد تمثيلا لها في البرلمان.

حل الطائفية يكمن في معالجة الإرهاب وأسبابه، في إبعاد المحتل عن العملية السياسية وعدم أعطاء الذريعة للتدخلات الأجنبية، أما نكران وجوده فلا يؤدي إلا الى المزايدات الكلامية العقيمة والتمويه على أغراض المغرضين من الساسة المحترفين.

Comments are closed.