هل سيعتذر المالكي لأمريكا مرغما؟
تناقلت وسائل الأنباء خبر سؤال السيناتور الأمريكي دانا روهرباشر للمالكي إذا كان سيساعد أمريكا في محنتها الإقتصادية أذا إحتاجت المساعدة بالمستقبل ورده بالنفي وإنزعاجه وطلبه، للوفد المرافق من السيناتورات بالمغادرة الفورية. وكان هنالك خبرا آخر تلاه بفترة قصيرة قد لا يبدو ذوعلاقة للوهلة الأولى مفاده أن الحكومة العراقية قد تبرعت بعشرة ملايين دولار لمساعدة ضحايا السونامي وإعادة البناء في اليابان.
وقد يكون خبر طرد الوفد الأمريكي غير مدروس وإنفعالي وليد الساعة لكنه أدى لخيبة أمل في أمريكا، أما في العراق فقد إغتنم البعض هذه الفرصة لرفع رايات الوطنية ومطالبة أمريكا بدفع التعويضات عن كل ما جرى ويجري في العراق من جرائم وكأن أمريكا هي وحدها المسؤولة عن عمليات القتل والأرهاب.. لكن هذا ليس بالوقت المناسب لهذه المطالبات والمزايدات على الوطنية وردة الفعل هذه تأتي من سوء الفهم لدعوة السيناتور، فأمريكا لا تحتاج دعما ماديا من العراق البائس أو تبرعا على شاكلة مساعدة ضحايا اليابان ولكنها تطلب الإعلان عن المواقف والمبادئ، والسؤال كان في سياق : هل أنتم معنا أم علينا في محنتنا الأقتصادية المتسعة؟ لكن الرد السلبي المتشنج على ممثلي الشعب الأمريكي المنتخبين قد أحرق جسور الرجعة أمام المالكي متناسيا أنه مدين لأمريكا بالكثير ومزدريا لتضحيات الجنود الأمريكان البسطاء الذين هم في قرارة أنفسهم لم يأتوا للعراق لتحقيق المنافع الإقتصادية الضيقة لكن للدفاع عن مصلحة وأمن بلادهم.
قد يكون مصدر الإلتباس في حسابات المالكي السياسية هو توقعاته بتحقيق أحلاف إقليمية تغني عن تمديد إتفاقية بقاء القوات الأمريكية في العراق، وبذلك تنتفي حاجته لهم ولا ضير من التنكر لهم، لكن الأحداث تسير نحو الأسوأ في المنطقة، فالتظاهرات في سوريا وتزايد وتيرة المواجهات بين أيران وبين جيرانها الخليجيين ووضوح نوايا المالكي بالإستئثار بالسلطة، هذه كلها عوامل تجعل من تحقيق تحالف أقليمي يضم إيران والعراق بنفس الوقت ظربا من الخيال. والنتيجة هي تضائل البدائل أمام المالكي للخروج بصيغة مقبولة لعلاقته مع أمريكا، وأحد هذه البدائل هو الإعتذار مع التفاوض المؤدي الى تمديد الإتفاقية الأمنية.
إحتمالات الخروج بإعتذار رسمي وتمرير إتفاقية أمنية جديدة تصادفها عقبات هي الأخرى، فمن ناحية شروط الصدريين وعدم رضاء الشارع العراقي والحكومي الأيراني، هذه عوامل تؤجل لكنها قد لا تمنع حصول الإتفاق، وفي النهاية لأ أرى مفرا للمالكي من الرضوخ والإعتذار مرغما لأمريكا.