لا لتسييس القضاء نعم لأستقلاله
مع تزايد مقالات التوصية لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي تجيئ مقارنات مع عصورخلت من القادة العراقيين. وفي هذا السياق فقد أجتذبت إنتباهي قصة حصلت في عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف الذي عرف عنه إعتداله حتى قيل عنه أنه هو فيصل الثالث. وهذه هي القصة بكاملها كما ذكرها الصديق حسين الحلي على الفيس بوك:
في عهد الرئيسن عبد السلام واخيه عبد الرحمن عارف كانت العلاقة مابينهم وبين المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) تسودها الوئام والتفاهم الكامل خصوصا في الامور التي تتطلب الرأي او المشورة من السيد الحكم فكثيرا ما كان يبعث الرئيسان مندوب عنهما للسيد للتداول ومعرفة وجهة نظره وكانو يبعثون رئيس الوزراء شخصيا .
في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف في احد القرارات تطلب معرفة رأي السيد الحكيم فذهب رئيس الوزراء المرحوم طاهر يحيى الى النجف للقائه .
وبعد المناقشة مابين رئيس الوزراء والسيد الحكيم حول ما جاء من اجله ، وجه السيد الحكم نقدا الى طاهر يحيى قائلا ( ابو زهير انت وابو قيس
( يقصد الرئيس ) ولد حمولة بس عتبي عليكم كبير ) فقال رئيس الوزراء خير سيدنا سامع منا شيئ ازعجكم فاجابه السيد التعينات في الدولة تمشي لاسماء وتتوقف لاسماء اخرى ايصير هيجي شيء وين العدالة ، فهم رئيس الوزراء مقصد السيد فقال سيدنا لا رئيس الجمهورية ولا اني ولا اي واحد من الوزراء نستطيع تعيين مؤظف واحد بالدولة .
تعجب السيد الحكيم وقال كيف ذلك يا ابو زهير ليش اكو دولة اخرى اتعين ؟
فقال طاهر يحيى الي مسؤول عن تعيين الموظفين بالدولة مجلس الخدمة وهاي لها سلطة خاصة لايمكن لنا التدخل في عملها ورئيس المجلس شخص من عائلة معروفة من عوائل النجف ( بيت زلزلة ) وهو من عدكم وبيكم وكل واحد بتعين يدخل امتحان واسم المتقدم للتعيين لايقدم ولا يؤخر المهم ان ينجح ورئيس مجلس الخدمة على طول يزور عائلته في النجف من يحضر ابعث في طلبه واسئله اذا تحب وهو يجاوبك
فقال السيد الحكيم ( قاتل الله كل من ينقل لنا اخبار مغلوطة )
والعبرة هنا ليست في لباقة طاهر يحي ولكن في إحترام مؤسسات الدولة وإستقلاليتها، لأن مسار التصحيح يبدأ بالمؤسسات وتترك لكي تؤتى ثمارها بالتدريج وبالتساوي بين طوائف وفئات الشعب.
أن الذين يوصون العبادي بتسييس العدالة وبإنعكاس أخطاء المالكي بإجراءات إنتقامية لا يقدمون حلولا حقيقية بعيدة المدى .