تقلص خيارات التقشف
عدت منذ بضعة أيام من رحلة لزيارة الأهل في عمان، ولابد أن يتجه أي نقاش بين العراقيين هذه الأيام إلى موضوع داعش وما يعنيه إستمرار المواجهات .
يتصور البعض أن أعتدال سياسة الدكتور حيدر العبادي هو كفيل بجمع شمل العراقيين بمختلف طوائفهم وتحقيق النصر العسكري على الدواعش، لا سيما وأن التحالف الدولي متعاطف مع الحكومة العراقية ويساهم لدرجة ما في ضرب المصادر المالية كمصافي وآبار النفط في المنطق التي تسيطر عليها. الحقيقة أن الموارد المالية لجميع الجهات قد شحت مما يدفع جميع المنظمات المنضوية تحت رايات الحكومة العراقية والسورية وجميع المعارضين لهما إلى ممارسة جرائم الخطف والإبتزاز، ومما يرغم الحكومة العراقية على الأمتناع عن تقديم الدفع لحلفائها في المناطق المنكوبة بداعش. أعتقد أن الموقف الآن خارج عن تحكم القوى الأقليمية والدولية والنتائج لا يمكن التنبؤ بها مهما أكتمل التنسيق وإزداد الدعم الدولي للضربات الجوية. المعركة الآن فيها بعد إعلامي أهم من اللوجستي والجهة التي تنجح في تحقيق النصر الأعلامي سوف تنجح في كسر إرادة الطرف الآخر. هذا ما يفسر تعلق داعش والتحالف الدولي المستميت ببلدة كوباني غير ذات الأهمية الأستراتيجية من أجل تحقيق نصر معنوي هزيل.
لذا بغض النظر عن أعتدال العبادي فأن التقشف المالي يضع الحكومة العراقية أمام خيارات عسيرة: أما أن تدعم حلفائها وتلتزم بالحل العسكري أو تساعد العشائر الأنبار والموصل وتحاول شق صف غرمائها وتسعى للحل السياسي .