البحث عن التفاؤل
يحلو لنا نحن العراقيين في هذه الظروف التشاؤمية أن نبحث عما يدعونا للتفاؤل، فترانا نتشبث بأحداث إعلامية عابرة، كحادثة قذف الرئيس الأمريكي بالحذاء أو فوز عراقي أو عراقية بجائزة للغناء أو الشعر وما شابه .. وكل هذه علامات بأننا شعب طبيعي كباقي الشعوب ما لنا وما علينا هي حقوق ومستحقات لم نتمتع بها أو لم نؤديها، ولا أرى فيها مدعاة للتفاؤل لأنها كما قلت علامات عابرة وليست دلالات على أستمرارية وتستدعي التكرار كالإنتخابات الحرة النزيهة أو القضاء المستقل أو الرقابة الفعالة.
لكن هنالك إستثناء تفاؤلي للقاعدة الكئيبة وهو عدم نجاح الأعمال الإرهابية مؤخرا في جر البلاد الى المواجهات الطائفية، فهذه ظاهرة مشجعة علينا أن نفهمها ونستفاد منها، فمن ناحية فهي توعد بإنحسار الإرهاب لأن آلية التصعيد أو الإرهاب يؤدي الى المزيد لم تعد تعمل على هذا المستوى، لذى علينا أن نتوقع المزيد من التصعيد لمستويات أعلى من العنف الجبان لعله يحقق أحلام المستفيدين من عدم الإستقرار.
ومن ناحية أخرى لنا أن ندقق في أسباب فشل الإرهاب، لربما أن شعبنا المفتح باللبن أصبح يرى بوضوح من هم الإرهابيون، ولم يعد يصدق الإدعاءآت السابقة، بل أصبح واضحا بأن الأيادي الخفية هي مننا وبيننا وكلما دخلت هذه الأيادي في عمليات إرهابية جديدة كلما زاد وضوح المصدر وأهدافه. هذا هو التكرار الذي يؤدي الى شئ من التفاؤل.