التدويل بعد الملا عبد الله
صرح الملا عبد الله الملا سعيد رئيس إتحاد علماء المسلمين في كردستان بأن الإسلام يعتبر تغيير القومية بغرض تعداد السكان يعتبر جريمة، ولسنا في صدد مسائلة الفقه اللذي يستند عليه الملا ولا سلطته الدينية، ولا يسعنا التهكم على إنسان فاضل، لكن الخبر كما جاء لا يدع مجالا للشك بأن هنالك ثمة توجها بين المواطنين الأكراد لملئ خانة القومية كعرب خوفا من فقدان المواطنة العراقية. ورغم بساطة هذه العبارة وبداهتها علينا أن لا نتوقع، لأسباب سياسية، أن يؤيدها الساسة الأكراد ويعترفوا بصحتها، لكنها تسلط الضوء على مجازفة ممكنة من نتائج غير مرغوبة لدعاة إستقلال كردستان من التعداد.
منذ بداية دعوتنا في مارس آذار 2006 وجدنا نموا متزايدا للجهات التي تؤيد إشراف الأمم المتحدة على التعداد والإنتخابات، وقد إقترحنا لخانة القومية بقبول جميع الردود المحايدة مثل عربي وكردي أي من أصول مشتركة والتي لا تستثنى من كلتا المواطنة، والآن نجد في فتوى الملا عبد الله ما يهيئ الأساس لقبول الأكراد لهذا الإتجاه، فخانة القومية لا تضمن نتائجها إلا بإكتمال الردود وإعتراف الأمم المتحدة والتي لم تعترف سوى بنتائج إثنتين من التعدادات السابقة في العراق آخرها تعداد 1957 . ولكي يستلم التعداد القادم إستحقاقه وأهميته لتحديد العلاقة بين الإقليم والمركز لابد من ضمان قبول النتائج من قبل الأمم المتحدة،وهذه لا تضمن إلا إذا قامت الأمم المتحدة نفسها بالإشراف المباشر عليها.
أن خطورة التعداد المسيس لاتتوقف عند طائفة واحدة لكن أبعادها ونتائجها سوف تضر الجميع.