المهرج والعقاب
يستلم أبنائنا الطلبة في الوطن الحزين هذه الأيام نتائج إمتحانات الإعدادية وقد إستوقفنا حدث لا يصدق، فقد تفاوتت نسب النجاح بين المناطق المختلفة على أساس طائفي، وعلى سبيل المثال فقد نجح في سامراء بين مجموع 360 طالبا دخلوا إمتحانات الإعدادية نحو 6 منهم حصرا. وقد تظاهر الطلبة في بعض المناطق وعم إستياء الأسر العراقية ولم تغطي وسائل الإعلام هذه الأحداث بصورة كافية. أن هذه النتائج التي طال إنتظارها لابد وأن تمت بمعرفة الوزير المختص وهي مشبوهة على أقل تقدير ولا تستحق الأخذ بها بجدية نظرا لأنها غير معقولة إحصائيا ولا تعدو كونها تهريجا ولا ترقى الى إعتبارها من المواجهات الطائفية لأن من السهولة بمكان إعادة التقييم، وإن إختفت كراريس الإمتحان فجأة و بقدرة قادر فهذا اليقين بأن العملية من فعل مهرج يجيد الألعاب السحرية. لكن الطائفية تكمن في ما إذا تكررت التغطيات لهذه الأفعال المشينة والمكلفة للدولة وفلت المهرج من العقاب، حيث أن لابد من إعادة التصحيح أو الإمتحانات بكاملها من أجل الحفاظ على سمعة ومصداقية مقاييسنا التعليمية، حيث أن خريجينا منتشرون في جميع أنحاء العالم وفقدان المصداقية العلمية لا يوثر في مجريات الداخل فحسب وإنما يفقد الإعتراف بشهاداتنا ويؤخر تقدمنا شعبا وأفرادا.