أيهما الأفضل: حكم العساكر أم الأخوان في مصر؟

على خلفية إعلان محمد مرسي رئيسا منتخبا في مصر يتسائل الكثيرون عن تداعيات هذا الحدث، حيث أن الكثيرين من الليبراليين والعلمانيين والمسيحيين متخوفون من هيمنة الأسلاميين ويتصورون أن ما حدث في العراق وأفغانستان وأيران بعد سيطرة الإسلاميين سوف يتكرر في مصر. ولا ندعي أن لدينا كرة من الكريستال نستكشف منها المستقبل لكن هنالك بعض الثوابت التي تختلف مصر فيها عن بقية الأمم. ولعل من أهم هذه الثوابت سيطرة الجيش على مقاليد الأمور الفعلية قبل الإنتخابات وبعدها وطريقة الوصول إلى الحكم الديمقراطية التي لم تستثني أحدا من الأحزاب والإستمرار الفعلي للمؤسسات القضائية المستقلة وجميع هذه العوامل تمهد للحد من التغييرات المتوقعة بإتجاه التطرف الديني وتوزع السلطات بين مؤسسات مختلفة ولا تحصرها على المؤسسة الرئاسية.

تسيطر المؤسسات العسكرية على القرارات الأمنية وهذا ليس أسوأ ما في الأمر، فالجيش هو من أهم مصادر التوظيف والمنتسبين موزعين على جميع أطياف الشعب المصري، وبسبب ضخامة القاعدة الوظيفية والمصاريف المتعلقة بها فأن هذه التكاليف تقتطع من دخول كان يمكن أن توجه نحو نشاطات تنموية ذات جدوى إقتصادية إنتاجية بعيدة المدى توزع على قاعدة أوسع.

وهنالك عامل مهم في إحتواء التحديات من القاعدة السلفية ذات الوجود المحسوس في المناطق الريفية في مصر، فإستمرار حكم العساكر يعني ترسيخ السياسات السابقة التي لم تجدي نفعا في القمع والإبعاد عن العملية السياسية لهذه الشريحة المهمة، أن الأخوان أقدر من العساكر في التعامل مع السلفيين والحد من تطرفاتهم بإستعمال الوسائل الديمقراطية، لذا يبدي لي أن إعلان فوز محمد مرسي أفضل لإستمرار الديمقراطية في مصر.

Comments are closed.