علاقة حجم المجتمع بتحديد الرؤية الفلكية لهلال العيد
يدور في مثل هذه الأيام النقاش الحتمي حول رؤية هلال العيد، ويدخل عامل القياس العلمي في تحديد الرؤية ويتقبلها البعض لأنها دقيقة دون تحري مصداقية المقاييس. وهنالك من يدعي صراحة بأن الرؤية الفلكية هو عمل “علمي فني بحت” وبذلك يوحي بمصداقية صلبة لا تقبل النقاش.
لكن الواقع أن المقاييس العلمية تحتوي على إفتراضات لا تبدو على السطح وهي تحدد مصداقيته وعلاقته بما يبنى عليه من أحكام. فالرؤية الفلكية لهلال العيد تعتمد على تحديد مقدرة الفرد السليم العادي لمشاهدة الهلال بعد الميلاد أو الإقتران لفترة لا تقل عن 12 ساعة، وهنالك مقاييس مشابهة بالنسبة المئوية لإضائة القمر وبمقياس إبتعاد القمر عن الشمس وغيرهما. أي أن الحسابات الفلكية تفترض مقدرة إعتيادية لشاهد هلال العيد، وقد يكون أي فرد من غالبية المجتمع، وهذا ينافي الواقع كما نعرفه حيث أن شهود الهلال هم ممن يتمتعون ببعد النظر وهؤلاء قلة قليلة من المجتمع.
ولكي نتوصل لمعايير رصينة علينا أن نحدد حجم المجتمع. ففي أصغر حالاته على ما أعتقد يكون حجم المجتمع لا يقل عن أربعين من البالغين من أجل سريان بعض الطقوس الإسلامية، لذلك فأن مقدرة الرؤية ينبغي أن تحدد بالمقدرة العليا لما لا يزيد عن واحد في أربعين، أو 2،5% من أطياف قوة البصر في المجتمع.
المقاييس العلمية والمنفعية هي ذات دقة عالية لكنها لا تصلح للإستعمال الديني بدون مصداقية دينية. لاحظ التقويم الميلادي الدقيق زمنيا لكنه يعتمد على مصداقية ميلاد السيد المسيح. تحديد مصداقية مواقيت المراسيم الإسلامية لا يمكن أن يعتمد على مقياس علمي بحت.