ما الذي تغير خلال ثلاث سنوات ونصف؟

منذ ثلاث ونصف العام إنطلق ندائنا لإجراء تعداد النفوس والإنتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، لم نحصل على التأييد على مستوى الأفراد الذي كنا نرجوه ولا الدعم من أي جهة من الجهات السياسية العديدة التي شاركتنا الرأي والموقف سرا لكن حين جاء وقت الإعلان ترددت وخجلت، مع ذلك لا نزال نصر على موقفنا ورأينا الواضح بأن تطبيع الأوضاع في العراق سوف لن يتم عن طريق الديمقراطية المغلقة أو إجتثاث المعارضين أيا كانوا أو رجوع الدكتاتورية بحلة جديدة ولكن عن طريق إرساء دعائم التعددية والبداية بتعداد السكان وإنتخابات حرة وشفافة بإشراف الأمم المتحدة. فماذا حدث على الساحة المحلية والعالمية منذ إنطلاق النداء مما حفزنا على المضي قدما رغم تجاهل الأصدقاء وخجل المؤيدين؟ ما يلي بإختصار أهم الأحداث الكبرى ذات العلاقة:

1- هزم جورج دبليو بوش عراب سياسة المحافظين الجدد والتمثيل الطائفي وجاء باراك أوباما الذي هو على أقل تقدير لم يحدد بعد تفاصيل سياسته المستقبلية تجاه العراق، وهذا يبرر قدرا قليلا من التفائل لإنفتاحه على الأفكار الجديدة مقابل إنغلاق سلفه على طريقة التفكير الدوغماتية. ولابد أن نشير الى نائبه جو بايدن الذي يحاول جاهدا خلال زياراته الرتيبة للعراق أن يتقدم بما يشبه التجديد على أفكاره القديمة على الفيدرالية الهلامية التي تسلب الدولة من كيانها وتتركها كالشبح فوق ساحة إقتتال، لكنه لا ينجح إلا في زيادة إنحسار نفوذ بلاده وإثارة الضجر من ضحالة أفكاره. وبالمقارنة مع فكرة إشراف الأمم المتحدة، تبدوأفكار جو بايدن وكأن الزمن قد عفا عنها.

2- أظهرت الإنتخابات البرلمانية في أيران بأن ضحايا التزوير ليسوا بالضرورة من الطوائف الأخرى، بل هم من المعتدلين أو المنفتحين من نفس الطائفة، وضمان عدالة الإنتخابات هو عمل لحقن دماء الطوائف من داخلها وهذا ما أكدناه مسبقا لكونه من أهم دوافع ندائنا.

3- فاز إئتلاف دولة القانون في الإنتخابات المحلية في العراق بطريقة مقنعة ولكن ما حصل بعد ذلك في الإصطفافات من أجل الإنتخابات العامة المقبلة كان شيئا مثيرا للإستغراب للمراقبين من الخارج على الأقل، فقد تجمع العديد من الأحزاب للإصطفاف مع الحزب الخاسر، بل قيل أن حتى الإئتلاف الفائز يسعى للإنضمام الى التجمع الجديد. قد يبعث هذا التصرف العجب للبعض ولكن للعراقي الذي يقرأ الممحي لا عجب..! ولا خلاص إلا بضمان نزاهة الإنتخابات بإشراف الأمم المتحدة. أترك التفسير لنباهة القارئ.

Comments are closed.