بيان صحفي: تعداد العراق بدون أنتداب أممي هو مجازفة غير محسوبة
طالعتنا وسائل الأنباء في 13 شباط 2008 بخبر موافقة البرلمان العراقي على قوانين الموازنة والعفو العام ومجالس المحافظات، وجاء في سياق هذه الموافقة في وسائل الأعلام العربية إشارة الى إجراء تعداد سكاني قبل نهاية العام الحالي، ومن المريب أن لا نكاد نرى إشارة لهذا في وسائل الأعلام الأمريكية. وحيث أن التعداد هو من أهم مطالب ندائنا لإنتداب الأمم المتحدة (بحث الإنترنت: UNCEI) وجب علينا أن نوضح ما نراه وما تحتاجه العملية لكي تضمن النجاح وتتجنب إحداث المزيد من الإنقسام والعنف.
فمن الإيجابي أن نلاحظ تزايد الوعي بأهمية التعداد وإصرار العراقيين المخلصين على إجرائه وأرتباط موعده بتاريخ نهاية العام. ولكن من ناحية أخرى فسوابق الأنتخابات الأخيرة والتأخير الذي يأتي على حساب معاناة أبناء الشعب وفرقتهم والذي يتزامن مع نهاية فترة رئاسة الولايات المتحدة يدعوالى الشك في نوايا الإدارة الأمريكية الحالية لإحتمال إعطاء الوعد لمجرد شراء المزيد من الوقت.
وما لم تنبئنا عنه الأنباء هو الأهم: لا يوجد ما يدل على إشراف الأمم المتحدة المباشر على تعداد السكان . إن وضع مسؤولية التعداد على عاتق الأمم المتحدة هو مطلب حيوي لتأمين النجاح وتجنب المعاناة للأسباب التالية:
1- أن مقياس تعريف من هو العراقي يجب أن تتم حسب معايير عالمية وأعتبارات موضوعية لا تثير الجدل ولا تخضع لأتفاقات وقتية بين الفصائل والأحزاب أوضغوط محلية.
2- يجب أن تتمتع نتائج التعداد بالشفافية و المصداقية من جهة محايدة كالأمم المتحدة وأن تودع في مكان بضمان الأمم المتحدة. أن حماية المعلومات الأحصائية والمستندات المرجعية في العراق أصبح من الأمور الصعبة وذلك بسبب خلفية حادثة حريق البنك المركزي في بغداد.
3- في ضوء وجود الكم الهائل من العراقيين المهجرين خارج العراق، يجب أن لا يترك أمر تعداد النازحين لأتفاقيات ثنائية بين العراق والدول المضيفة، حيث يسهل التملص من هذه الأتفاقيات وتصبح عملية التعداد ذريعة لمطاردة اللاجئين أو تسفيرهم بالأكراه.
4- أن هنالك إمتناع بين بعض العراقيين من إعطاء بياناتهم أو عناوين سكناهم للسلطة الحالية، وهذا نابع من وجود إختراقات أو سيطرة جهات معادية على بعض مرافق الدولة. وبالتالي فأننا نعتبر أن وجود جهة محايدة كالأمم المتحدة لإستلام البيانات الأحصائية أمرا” حيويا” لسلامة فئات متضررة من الشعب.
لذلك فنحن ندعو الأحزاب والهيئات اللتي تؤيد ندائنا ولم تعلن عن موقفها بعد لمساندتنا علنا” ، وندعو الأدارة الأمريكية الحالية ومرشحي الرئاسة وكافة السياسيين المعنيين لأعلان موقفهم من مسألة إنتداب الأمم المتحدة للإشراف على التعداد السكاني والإنتخابات في العراق.