المليشيا السنية..التداعيات والتوقعات
يشكل تكوين ميليشيا سنية في العراق خطا أحمرا لأيران وسياستها في العراق وقد يكون هذا السبب وراء الحساسية المفرطة لتجنب نقاش هذا الموضوع رغم أهميته. لكن أحداث الإعتصامات والإقتحامات الأخيرة تشير إلى بروز الحاجة إلى تنظيمات مسلحة لحماية المواطنين والمتظاهرين من القسوة المفرطة لقوات الحكومة وفي المدى الأبعد إلى خلق نوع من التوازن بين مكونات المجتمع العراقي العشائري الذي يعتبر حق حمل السلاح ضرورة تاريخية وحياتية.
ومن أهم التداعيات لظهور المليشيات السنية هو التحدي الواضح لخط أيران الأحمر ولن يقتصر التحدي على المناطق السنية العربية فأن الكثير من السياسيين الشيعة ذوي الميول المنتقدة لأيران سوف يجدوا حلفاء لهم ممن لا يخشوا المجاهرة بارائهم وحمايتهم إذا إقتضى الأمر. لذا فمن المفهوم ممانعة أيران لوجود المليشيا السنية وموقف الحكومة العراقية الواضح في رفضها والتعامل معها بطريقة مغايرة تماما عن المليشيات المسندة من قبل أيران والتي تتمتع بالمشاركة في أحتفالات مكشوفة في مناطق نفوذ الحكومة.
أن المواجهة مع المليشيات السنية تتجه نحو الحتمية وتبدو الحكومة ظاهريا على ثقة من التعامل بحزم وإنهاء وجودها، لكن الموقف ليس بالبساطة التي تصورها الحكومة، فقد كشفت جريدة العالم عن أنباء تشير إلى التنظيم على مستوى عال في المناطق السنية، وقد يكون نشر هذا النبأ من مسببات غلق مكاتبها في العراق، وكذلك فأن العوامل الجغرافية والجيرة مع مناطق المعارضين السوريين والخبرة التي بحوزة ضباط الجيش السابقين من أبناء هذه المناطق وصلات القرابة والعشائرية، جميعها عوامل تجعل من الصعب توقع سيناريو مشابه للحرب الأهلية الدائرة في سوريا كما يتصور البعض.