مو صوج المالكي
يتمنى الكثيرون هذه الأيام عودة الماضي بسبب الإرهاب وعدم الإستقرار في ربوع العراق، فالتدهور المريع في المجتمع من إنتشار الفساد وإنحطاط الأخلاق وإدعاء التدين يدفع المرء إلى طلب الراحة في الإبتعاد عن الواقع الأليم في الخيال وتمني رجوع الماضي. ومن أكثر هذه الأمنيات ذكرا هو تغير شخصية رئيس الوزراء وكأن هذا الأمر لوحده سوف يرجع الأمان ويصلح الأوضاع ويحل المشاكل.
نقول أن المشكلة ليست في الأشخاص ولكن في المؤسسات وغيابها. لا يهم إن كان فلاناَ وهو في قمة السلطة جيدا أم سيئا، ولا شك أن هنالك العديد من الخيرين بين المرتشين والسراق ولكنهم الإستثناء الذي يؤكد سريان القاعدة في غياب المؤسسات. فالسارق والمجرم لا يحاسب والشريف لا يكافأ على أمانته بل على ولائه. وتغير الحاكم بآخر لا يعيد إنشاء مؤسسات الدولة، وإن تم هذا فلن يكون سوى تمثيلية سمجة وضحك على الذقون.
لذا نقول: روح بفالك أبو إسراء شوف مصلحتك، المؤسسات تروحلك فدوه، الديمقراطية عربانة عتيقة توصلك للحكم وتحترك، الإنتخابات تقاليد أجنبية للكفار مانريدها. بس دير بالك من البوابة الشرقية لا يروح يجيلك هوى يشيلك، موفد يوم تكعد تلكي أيران مكوشة على نفط الجنوب وتريد تتحكم بالعالم تكول آنني عراقي ما أقبل أو موصوجي لأن بس هذوله ما تكدر عليهم.
وأتذكر أسطورة فاوست.