ذيل الكلب في سوريا
قيل ويقال الكثير من الأخبار عن المواجهة بين الحكومة السورية وحلفائها الروس من ناحية والأمريكان وحلفائهم من ناحية أخرى بسبب إستخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين العزل في ضواحي دمشق. ولسنا بصدد إستعادة الأخبار أو تلخيصها ولكن هنالك بعض الخواطر التي قد توضح سياقات الأحداث وعلينا طرحها للإستفادة.
مما قيل في أوساط المعارضة أن الحكومة السورية قد قامت بنقل كميات من العتاد الكيماوي إلى مواقع حلفائها في العراق ولبنان، وهذا يذكرنا بما قيل عن تواجد أسلحة الدمار الشامل في العراق وكيف تم نقلها إلى سوريا قبيل الأحتلال الأمريكي وذلك لتجنب إنكشافها أمام لجنة الأمم المتحدة. لا نستطيع التكهن بمصداقية أي من هذه الروايات لكننا نستطيع القول بأن الوضع في سوريا غير الوضع في العراق سابقا، فالسلاح الكيماوي قد يفيد الحكومة السورية تحت اليد في موقع الأحداث لكنه غير ذي فائدة حينما يتم تخزينه بعيدا عبر الحدود، وذلك لأن خطوط الأمداد إلى مواقع الحاجة تطول مما يزيد من خطورة النقل والتأخير والإنكشاف، لذا فأن هذا الخبر، إذا كان صحيحا، فأنه يشكل مجازفة لتحركات الحكومة.
يشكل وجود مفتشين دوليين على الأراضي السورية طرفا للمقايضة بيد الحكومة السورية، فقد يصعب على الولايات المتحدة إجراء الهجوم المرتقب خلال وجودهم خوفا من إتخاذهم كرهائن في أرض المعركة. ومن ناحية أخرى فأن إستمرار المواجهات مع المعارضة وإحتمال إستعمال الأسلحة الكيماوية مع وجود المفتشين يجعل فرض الإنتداب الدولي على سوريا أكثر إحتمالا، وإذا أستطاع الروس المفاوضة فقد يفرضوا إستمرار وجود قاعدتهم البحرية مقابل موافقتهم على التصويت لصالح العمل المشترك أو الإنتداب.
المثل الشعبي الذي يشبه طبيعة الفرد السيئة التي لا تتغير مهما تغيرت الظروف بإعوجاج ذيل الكلب، فيقال مثلا أن فلانا طبيعته عدوانية لا تتغير كذيل الكلب. أن الجهة التي أطلقت القذائف الكيماوية أظهرت طبيعتها العدوانية التي بلا شك سوف تعيد الظهور أمام المراقبة الدولية، حينها سوف يحصل إتفاق أو نوع من التفاهم بين الروس والغرب يتبعه عمل أو أعمال مشتركة خلال الأمم المتحدة.