من المسؤول عن القذائف الكيمياوية على ضواحي دمشق؟
أثارت أنباء القذف الكيمياوي على ضاحية الغوطة وغيرها من أطراف دمشق، وخصوصا صور الضحايا من أطفال يعانون من حالات الإختناق، عواطف وسخط الكثيرين في جميع أنحاء العالم. ولا نبالغ حينما نقول أن معرفة هوية الجهة التي قامت بهذا العمل الإجرامي قد أصبحت على قمة مشاغل السياسة الخارجية لدى العديد من البلدان، ونظرا لهول هذه الأحداث التي أصابت الآلاف من الأبرياء بأستعمال اسلحة محرمة دوليا فلن تنفع الضبابية في الإتهامات المتبادلة بين الحكومة السورية وقوات المعارضة لحجب المعتدي.
أن سوابق الأعمال الوحشية والتظليل في التعامل مع وسائل الإعلام تطال الجهتين، وأن التوقيت في الضربة وذلك خلال بداية زيارة المفتشين الدوليين يلقي بظلال الشبه بداية على المعارضة من ناحية، لكن من ناحية أخرى فأن تشتت قوى المعارضة وتكرار الضربة على نواحي متعددة من مناطق سيطرة المعارضة والتي يبلغ تعدادها من 8 إلى 10 أهداف بين شرق وغرب العاصمة دمشق يعكس الإشتباه ويشير إلى الحكومة التي وحدها تستطيع التحرك على هذا التعداد من الأهداف بأوقات متقاربة.
أن جميع هذه الإعتبارات لا تعدو كونها دلائل وليست براهين، لكن وسائل التكنولوجيا العصرية قادرة على تقديم البراهين بدون أدنى شك، فالأقمار الصناعية ذات المدارات المنخفضة وطائرات المراقبة بدون طيار تستطيع جمع الصور ذات الدقة العالية والسريعة التي تميز مصادر القذائف الكيمياوية، وهذه موجودة لدى الروس والأمريكان وقد إدعت روسيا أولا بأنها قد حددت بعض المصادر وأعزتها إلى قوات المعارضة. ولم تحدد أي من الأهداف ولا توقيت الإطلاق مما يخلق ضبابية أخرى وشكوك حول النوايا الروسية. وفي المقابل فقد تبعتها الولايات المتحدة وفرنسا بتصريح قالتا فيه بأنهما واثقان 100% بأن مصادر القذائف هي حكومية. وتبعته بإرسال حاملات الطائرات إلى شرق المتوسط لتوجيه ضربة بالصواريخ الموجهة كروز.
وفي آخر التطورات فقد أعلنت الحكومة السورية صباح اليوم عن قبولها بزيارة الوفد الأممي إلى جميع المناطق المنكوبة، ولو كان هذا القبول قد جاء بعيد الضربة مباشرة لكان قد دخل في حسابات الدلائل، لكنه قد جاء بعد ظهور البراهين وأصبح زائدا عن الطلب..