حرب الخسارة في مصر
تتوالى الأحداث المؤسفة في مصر الحبيبة التي سقط فيها المئات من الشباب في مظاهرات تدعو إلى عودة الدكتور محمد مرسي إلى رئاسة الحكومة بعد أن أقصاه المجلس العسكري برئاسة الجنرال السيسي. أن أحداث مصر لا يمكن تجاهلها في العراق ولا في أي من دول المنطقة فالتشابهات في المسارات السياسية والتوازيات عميقة والتأثيرات المتبادلة لا يمكن نكرانها.
لا شك أن قرارات القمع العسكري على المتظاهرين تعود إلى عقليات عسكرية ومفاهيم عفى عليها الزمن وتظهر “فرعنة” وإجرام بحق الأبرياء لكن المسؤولية مشتركة.
فتوضح الأحداث هشاشة الألتزام بالمبادئ الديمقراطية والرجوع إلى صناديق الإقتراع حينما تحصل الإنقسامات والإختلافات بالرأي، وكما علق أحد المنتمين لتيار الأخوان المسلمين في مقابلة على البي بي سي، أن كل ما كان يريده وعمل من أجله الدكتور مرسي هو بناء دولة (ديمقراطية) بمرجعية إسلامية، وقالها ببراءة الأطفال وكأنها تبرر جميع تصرفات حكومته. ولا يهمنا هنا أن تكون المرجعية إسلامية أو شيعية أو حتى شيطانية، ما يهمنا هو من يحاسب المرجعية لو أخطأت في قراراتها أو أحكامها وما هي آليات المحاسبة؟ أن قرارات المواجهة والتظاهر قد أتخذتها مرجعية غير منتخبة وأن المرجعية ليست معصومة لكن حسابها على الله، ودخلت على الخط السياسي طرفا ثالثا مستترا يبطل التفويض الإنتخابي.
أن جميع الأطراف وحتى العملية السياسية برمتها قد خسرت من أحداث سقوط الضحايا في مظاهرات مصر.