الله موجود
ما حفزني للكتابة تحت هذا العنوان هو مقابلة مع محافظ الأنبار الجديد والتي تسائل فيها عن الفساد وإنتشاره ولم لا يردع الفاسدين الحافز الديني وسمعتهم وماذا سيقولون لأبنائهم حينما يطعموهم من مال الحرام، ولا شك أن السيد المحافظ سليم النوايا لكني لا أرى أن الحافز الديني مسؤولا عن التصرفات الإخلاقية ، فنحن الذين نعيش في مجتمعات غربية نرى الكثير من الإخلاقيات العالية ليس فقط من الغربيين بل من الكثير من العراقيين والمسلمين عامة رغم أن الإلتزام بالتدين ضعيفا وواهيا على عموم المجتمع. ولو شئنا المقارنة مع عصور خلت فالعراق ومجتمعاته لم تكن أكثر إلتزاما بالدين والتدين في عهد الملكية أو ما تلاها مباشرة مما هي عليه الآن، مع ذلك رأينا أن الفساد قد إنتشر الآن إنتشارا طرديا مع أنتشار العمائم.. وإمعانا في تأكيد الفصل بين التدين والإخلاق فقد قيل في دفع الموظفين المترددين في قبول الفساد هذه الأيام بأن أقرانهم الضالعين والمتمرسين يهددوهم بأن يقبلوا سرقة المال العام وإلا فسوف يتهموا بالشيوعية المقرونة بالإلحاد ..
الله موجود لكن ليس في الظواهر والتدين وإنما في سمعة الإنسان والتي أكتسبت بفضل تكنولوجيا المعلومات صفة الديمومة، كنا نقول الله موجود أو منك لله لمن ظلم ونترك حسابه للآخرة أما الآن فكل ما يكتب في مدونات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي فهو دائم ما دامت الذاكرة الأصطناعية، ووسائل إستحضارها أصبحت في متناول أي فرد يستعمل الكومبيوتر، ولن يتمكن أي سارق أو فاسد أن يخفي ما يعرفه العارفون.