المالكي يدخن
على خلفية مقتل الشيخين عدنان الغانم وكاظم الجبوري في البصرة الأسبوع الماضي قال رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية أن المعلومات المتوافرة لديه تشير بأن الذين كانوا وراء هذه الأغتيالات هم عملاء من السنة يريدون دفع الأقلية السني في البصرة على هجرة ديارهم، وشبَه عمل هؤلاء بالمخابرات الأسرائيلية التي كانت تقوم بالتفجيرات في نواحي بغداد في عام 1948 لأرغام اليهود العراقيين على الهجرة لأسرائيل.
بغض النظر عن مصداقية معلومات السيد رئيس مجلس الوزراء والتي لم تمنع الأعمال الإرهابية في السابق ولم تؤدي يوما إلى كشف ما يدين من هم مقربين منه، وبغض النظر عن التداعيات السياسية والقضائية لكشف معلومات التحريات قبل إكتمالها والتي توضح بلا شك بأن السيد رئيس الوزراء غير أهل بمتطلبات منصبه من حفظ اللسان إلى عدم التأثير على عمل اللجان، نتسائل عن العراقيين السنة المتناثرين في أرجاء المعمورة عن الجهة التي تريد أن تأويهم وتحتاج لخدماتهم كما كانت إسرائيل بحاجة لليهود العراقيين في 1948؟ وما هي مميزاتهم والتي يراها المالكي ولا أحد غيره عن أخوتهم السوريين الذين فاق تعداد مشرديهم الثلاث ملايين؟
من الواضح أن المالكي يسعى من أجل كسب الأصوات الطائفية في الإنتخابات القادمة عن طريق تصريحاته الإستفزازية والخيالية التي توحي بأنه يدخن مادة ضارة..لكن الإستقطاب الطائفي هو نتيجة مباشرة للإرهاب فهل برئت ساحة الحكومة من تهم التورط في الإرهاب؟ لا أعتقد ذلك.