من هي الجهة الخاسرة الأكبر في الأتفاق الأمريكي الأيراني؟
يتسائل البعض إذا كانت الطوائف السنية هي الخاسر الأكبر في الأتفاق بين الدول الكبرى وأيران بخصوص النشاط النووي للأخيرة، وهنالك من يعتقد أن ظواهر هذه الخسارة تبدو في المزيد من التواطؤ الأمريكي مع تجاوزات أيران أو حلفائها المتمثلة في ردود فعلها تجاه أحداث الأنبار وإغتيال محمد شطح في بيروت.
أعتقد أن الضحية الأهم للإتفاق بين الدول الكبرى وأيران هي إسرائيل حيث أن أمريكا ظهرت وهي لا تراعي أو لا تتبنى وجهة نظر أسرائيل حيال البعبع الأيراني، وإنما تراعي مصالحها وإمكانياتها الذاتية وهذه سابقة جذرية بالنسبة لأمريكا وسياساتها الخارجية. صحيح أن الأنظمة التقليدية في الجزيرة العربية ترى مصالحها بالأشتراك مع أسرائيل والتهديد القادم من قوة أيران ، وأرى أن وجهة النظر التي ذكرتها هي إنعكاس لمواقفها، وهي بالذات لا تخلو من بعض المصداقية حيث أن دور ولاية الفقيه في المنطقة يتجه نحو الأعتراف الأمريكي وهذا ما تريده أيران، لكنني أرى أن إنكشاف الأدوار بهذه الطريقة ليس في مصلحتها، حيث أن نفوذ أيران يواجه مقاومة عنيفة في سوريا ولبنان وأن اللعب على المكشوف سوف يجعل مقاومة النفوذ أسهل على الطوائف السنية لأنها سوف تكون دفاعية بشكل أوضح ولذا فسوف تكلفتها أكبر على ولاية الفقيه.