خواطر موسم الإنتخابات
إذا كان للإنتخابات موسما فهو الآن، بالأمس كانت إنتخابات أفغانستان الرئاسية والتي لم يسمح فيها للرئيس الحالي بالرشيح لفترة ثالثة، وغدا إنتخابات كيبك المحلية والتي يتحدد فيها مقدار الدعم لمبادرة لائحة القيم التي تمنع إستعمال الحجاب في مواقع العمل وبعد أسبوعين سوف يحل موعد الأنتخابات البرلمانية العراقية، فلماذا يتحسس البعض بأن الأنتخابات العراقية تختلف عن بقية الإنتخابات في العالم؟ نعتقد أن هنالك ما يبرر هذه الشكوك والأحاسيس.
بداية من عرض البطاقات الإنتخابية لأول مرة قبل موعد الإنتخابات ببضعة أسابيع فقط، وهنالك ضبابية حول جعلها إلزامية على جميع ناخبي الداخل، وتباين في الآراء حول عمليات شرائها من قبل وسطاء لأغراض التزوير. بعد ذلك هنالك مشاريع لقوانين تقدمها الحكومة في الأيام الأخيرة لفترة سريان البرلمان الحالي مفادها أن تمنح الحكومة سلطات إستثنائية، مما يوحي بأن حكومتنا الموقرة قد فقدت توازنها أمام إحتمالات فقدانها للسلطة، ومما يعزز ذلك هو تقارير عن عملية إعادة توزيع سريعة لقوات الحماية حول بغداد والمنطقة الخضراء. وبعد ذلك فهنالك التصريحات الخيالية للحكومة مثل مقارنة عبعوب لمحافظة بغداد مع مدينة نيويورك، والتصريح الأخير: لولا المالكي لأستمرت الحرب الطائفية؟ والتي توحي بأن ،أصحابها قد فقدوا إتصالهم بالواقع. ولكي نوضح أسباب أهتمامنا بموضوع واقعية التصاريح نقول أن المقارنة السارية لا تكون بين ظروفنا ومجتمعات أجنبية ليس لها علاقة بنا، وإنما بين واقعنا الآن وما سبق، أي أن المقارنة تكون محصورة ومن داخل تاريخنا وليست مفتوحة وقابلة للنقض والتغيير إعتمادا على مصدر المقارنة.
نرى أن الإنتخابات العراقية، لو حصلت، فهي تحمل بطياتها إحتمالات الإجهاض للعملية السياسية نتيجة لعدم واقعية الحكومة.