ديمقراطية البطران

أعادتني إنتخابات العراق إلى إقتناعات كنت قد نسيتها عن فترة حكم صدام. كنت مقتنعا بأن الإنتخابات لو كانت قد أجريت في ذلك العهد وكانت حرة ونزيهة لكان حزب البعث قد فاز بأستحقاق ولكن بأغلبية ضعيفة.

أن حقيقة أجتذاب السلطة القوية لأصوات الفقراء والمستضعفين لم تخفى على دارسي السياسة وهنالك أراء وتيارات قوية تحبذ حكم الدكتاتور العادل في بداية مسيرة المجتمعات الجديدة على الديمقراطية وذلك لحين تحقيق تقدم إقتصادي يسمح للأغلبية بالتصويت بناء على مبادئ أخلاقية وليس لأحتياجات وقتية لأشباع الجوع وتخفيف الفقر، وإلا تصبح ممارسة الأنتخابات ليست أكثر من ديمقراطية البطران.

أن نتائج الإنتخابات تأتي مفاجئة في دعمها للكتل الحاكمة وفي زيادة الأصوات الممنوحة لرئاسة المالكي رغم تحذيرات المرجعية وإزدياد التفجيرات والمواجهات واالسيول. ورغم أن الآراء تكاد أن تجمع بأن هنالك ثمة تلاعب بالأصوات وأن عمليات شراء الأصوات لا يمكن نكرانها إلا أننا لا يمكننا التكهن بحجم التلاعب ومدى تأثيره على النتائج النهائية بعد أن يتم إعادة الفرز المتوقع، لذا فنحن بأنتظار ملاحظات وأحكام المراقبين الدوليين الذين يزيد تعدادهم على 3500 فرد متوزعين على أنحاء العراق.

في حين أن التزوير والتلاعب بالأصوات ليس غريبا على أي عملية إنتخابية في العالم لكن ما يولد الثقة لدى الناخب هو طريقة التعامل وعلاج الأخطاء، وفي ضعف النظام القضائي وغياب إستقلالية مؤسسات الدولة لا يسعنا إلا توقع الأسوأ في التعامل في الرد على المزورين.

Comments are closed.