بين الحكيم والمالكي

مر الى رحمة ربه حجة الإسلام عبد العزيز الحكيم، ونحن إن لم نتفق مع آرائه السياسية علينا كمسلمين أن نذكر أعماله الحسنة.

ليس من العيب أن يكون رجل الدين طائفيا فهذا من صميم رسالته ولم يكن شكل النظام السياسي بعد الإحتلال بيدعبد العزيز الحكيم أو غيره من العراقيين، بل كان قرار إختيار النظام بناء على الطائفية قرارا أمريكيا، وهي ،أي أمريكا، تتحمل وزر هذا القرار. واجه عبد العزيز الحكيم طغيان صدام بشجاعة وساعد الكثير من العراقيين المظلومين من أبناء طائفته ودفن رحمه الله في العراق تأكيدا على إنتمائه الأخير لتربة هذا الوطن.

نعود الى عنوان هذه المقالة بمعنى المقارنة مع نوري المالكي، فقد إنتشر خبر سفريات المالكي على طائرة أيرانية بطاقم أيراني، وقيل أن بعض الدول العربية رفضت مقابلته لهذا السبب مما إضطره لإستعمالها للسفر حصرا الى أيران والدول غير المعترضة. أن سفر رئيس الوزراء العراقي بصورة رسمية على طائرة أيرانية له دلالات عميقة، فهو إظهار لدرجة عالية من الثقة والإعتماد على جهة مشبوهة الدوافع، بل هو طعنة رمزية في صميم إستقلال الإرادة العراقية في وقت يحتاج العراق فيه الى إثبات ذاته.

أن إنحياز عبد العزيز الحكيم لطائفته أمر طبيعي ومعقول، لكن سفر رئيس وزراء العراقيين جميعا تحت العلم الأيراني فهو أمر غير مقبول.

Comments are closed.