لو كانت الإنتخابات نظيفة..على هامش تسريبات ويكيليكس

قرأنا من تسريبات ويكيليكس أن الأمريكان يعتقدون بأن القوى الإقليمية قد دفعت مئات الملايين من الدولارات من أجل دفع نتائج الإنتخابات لصالحها، والأمر هكذا لا يعدو كونه مجرد إستثمار ولولم يكن الإستثمار مضمونا لما دفعت هذه البلدان المبالغ الطائلة. والسؤال البديهي هو: لماذا لا تستثمر أموال خارجية متناسبة في إنتخابات الدول الأخرى؟ لا شك أن هنالك أموال خارجية تدفع للوبي في إنتخابات الولايات المتحدة وغيرها ولكنها بنسب تافهة إذا ما قورنت بالمصاريف المحلية، وكما نعلم فأن رأس المال جبان. لذا نعتقد بأن الفرق بين إنتخابات العراق وغيرها هو يقين المستثمرين بأنها ليست نظيفة وقابلة للتلاعب، فالإنتخابات النظيفة غير مضمونة النتائج وهذه طبيعة الديمقراطية ولا فائدة من الإنفاق الواسع بدون ضمانات.

لو كانت الإنتخابات نظيفة وشفافة 100% وعلى المدى البعيد لما كان هنالك خوف من التدخلات الخارجية، بل ولا هنالك داع للتقييد والقوانين الصارمة ولكان يكفي كشف مصادر التمويل لكي يحاسب الناخب مرشحيه بالإعراض أو التأييد يوم الأنتخاب.

كما هو الحال في تناقص العائد الإقتصادي مع الإنفاق المتزايد، لابد أن يصل إنفاق دول الجوار على إنتخابات العراق الى قمته ويبدأ في إنحداره. أنني أعتقد أن قمة العائد تنحسر مع نظافة الإنتخابات، أن تدويل الإنتخابات يعني شيئا مهما وهو تخفيض الحد الأقصى للمردود المتناقص للتدخلات الأجنبية بحيث أن أي زيادة في التدخلات سوف لن تؤدي الى زيادة العائد او ضمان نتائجه، وأن المسؤول الرئيسي للدعوة الى تدويل الأنتخابات هو الولايات المتحدة وعليها تقع مسؤولية مشاركة المجتمع الدولي في ضمان نظافة الإنتخابات.

Comments are closed.