الموقف الأمريكي المقترح المعاكس للهجوم على ايران – بإختصار

تستطيع أن تدمر المباني بالقنابل لكنك لا تستطيع أن تقذف الكراهية ولا المعرفة العلمية بالقنابل.. هكذا لخصت مقالة جوناثان كاي تحت عنوان “الموقف المعاكس لقذف إيران” والمنشورة في صحيفة الناشيونال بوست الكندية في 17 كانون الثاني 2010. والمقالة تصف محاضرة القاها خبير الشؤون الايرانية الأمريكي كين بولاك أمام مؤتمر لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن أوائل كانون الثاني.

تمضي المقالة فتصف المشابهة بين الهجوم الإسرائيلي على مفاعل الأوزيراك قرب بغداد وبين الهجوم المحتمل على ايران بأنه لن ينجح لأن ما أدى له هذا الهجوم هو زيادة عزم صدام على مضاعفة برامجه لتطوير أسلحة الدمار الشامل في ذلك الحين، بما فيها ثلاث برامج تستطيع أن تؤدي أي منها الى إنتاج القنبلة الذرية، لكن ما أدى الى توقف هذه البرامج هو هجوم الأمريكان في عملية عاصفة الصحراء حسب رأي بولاك. وكان إتجاه بولاك معاكسا لبقية المؤتمر الذي أكد المساهمون فيه على أهمية وأولوية الهجوم . فقد أكد عضو المؤسسة ريل جيركت على أن إمكانية أيران على ضرب المصالح الأمريكية مبالغ فيها ولا يتوقع أن يثور الرأي العام العربي إذا ما ضربت ايران، لكن التداعيات الخطيرة ستتم داخل ايران حيث يتوقع جيريكت أن يتم تصفية المعارضة بذريعة العمالة لأمريكا بحيث يقضى على أي إحتمالات تغيير الحكومة من الداخل.

وأكد بولاك على طموحات ايران التوسعية وموقعها العالمي المرجو لبعض قادتها في مواجهة أمريكا كقوة عظمى وليس مجرد قوة إقليمية على طراز كوريا الشمالية.

وقال بولاك أن الهجوم على ايران قد يؤدي الى إنسحاب أوربا وروسيا والصين من تفعيل العقوبات الصارمة وإنسحاب ايران من معاهدة الحد من إنتشار الأسلحة النووية و يضيف بأن التشبيه الذي ينبغي إستعماله هو بين ايران وجنوب افريقيا العنصرية، بواسطة فضح الممارسات القمعية ومساعدة المعارضة الديمقراطية والتي هي ذاتها تطالب بعدم الهجوم العسكري على ايران ومتابعة الحصار السلمي، لكن المعارضة السلمية والملتزمة بالقيم الأخلاقية لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تعكس الحقائق العسكرية على الأرض حسب مقولة بولاك، لذا يجب أن يكون البديل العسكري جاهزا في أي وقت في حال لو جازفت ايران بالمبادرة بالهجوم .

Comments are closed.