ماذا قال باراك أوباما للإسرائيليون؟
أولا علي أن أعترف بأنني لست على علم أكيد ببواطن الأمور ولا أؤمن بالغيبيات، وما يلي هو نتيجة لتخميناتي إستنادا الى تقارير إخبارية جديرة بالثقة. ثانيا نظرتي هي من حيث علاقة الضربة الإسرائيلية المحتملة بإستقرار الأوضاع في العراق. ثالثا إنني لا أعتمد على رأي أحد من الخبراء في كتابة هذه المقالة، وإنما حصرا على إجتهاداتي الشخصية ولا أدعي الخبرة، وما هذه إلا مقالة بسيطة في مدونة.
أن الإستقبال الحافل الذي حظى به باراك أوباما في زيارته الأخيرة لإسرائيل من ناحية، والتحضيرات للضربة ذات التغطية الإعلامية الواسعة لا تترك مجالا واسعا من الشك بما هو على بال الإسرائيليين: أنهم يريدون الحصول على الضوء الأخضر لضرب أيران. أن خطاب السيناتور أوباما في إسرائيل أظهر الكثير من الحماس والتعاطف مع الموقف الإسرائيلي بخصوص الطموحات النووية الإيرانية لدرجة تكاد أن توحي بأنها بمثابة الضوء الأخضر، ولكن المحتوى للخطاب جاء بإشارة واضحة لضبط النفس ولأخذ الأعتبارات البعيدة المدى، وبالذات الجزء من الخطاب الذي يقول بأن ضربة واحدة سوف لن تؤدي الى إيقاف النشاط النووي الإيراني وأنما يجب التحضير لمواجهة طويلة. بما معناه أن السيناتور أوباما يصرح علنا بأنه يقف مع إسرائيل بقوة إذا إختارت هي أن تعمل على المدى البعيد، أما إذا إختارت الضربة السريعة فموقفه غير محدد. وهذا هو الموقف كما يبدو من السطح، وليس لدينا العلم بما يجري على المستويات الأخرى.
والنتيجة هي أن على الإسرائيليين الأخذ بنظر الإعتبار موقف السيناتور أوباما قبل الشروع بمهاجمة إيران، كما أن عليهم عدم إهمال تأثير مثل هذا الهجوم على فرصة السيناتور بالفوز بالإنتخابات الرئاسية، وإذا إختاروا الهجوم فإن عدم الإستقرار الذي سوف ينتج سوف يؤثر لا محالة على زيادة المواجهات في العراق، وبالذات بين فرقاء هم أصلا متحدين في معارضتهم لهذا الهجوم.
أن حسابات المجازفة لإسرائيل قد تفاقمت مع زيارة أوباما، ولكن هل هذا سوف يؤدي الى تأجيل الضربة أو الى الإسراع في تنفيذها؟ لقد حددت مقالة حديثة المدى الزمني لهذه الضربة المحتملة بأربعة شهور، لكن إجتهادي يحدد فترة شهر أو شهرين، وبدقة أكثر فأنني أعتقد أن التوقيت الأكثر إحتمالا هو بعد تأكيد ترشيح السيناتور عن الحزب الديمقراطي في 28 آب أغسطس وربما بعد مرور ذكرى 11 سبتمبر. هذه هي تنبؤآتي وهي على قدر المقال البسيط.