الأسد البائس
في دلائل واضحة في تغير الموقف السياسي العراقي تجاه سوريا فقد إتفق العراق مع نداء الجامعة العربية الأخير في الدعوة إلى تنحي بشار الأسد، مما دعا بعض الرؤساء العرب إلى توجيه الشكر للحكومة العراقية.وقد قامت الجامعة العربية بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مما ينبئ بموقف فاصل للمجتمع الدولي. وهنالك بعض التكهنات التي تعود إلى مروجي نظرية المؤامرة التي تفسر هذه الأحداث بأرجاعها لأرادة الدول الخارجية لكن الفضل في جميع هذه التحولات يعود بلا شك إلى الشعب السوري الشجاع، الذي لا يزال يتحدى رصاص الطغيان بصدور عارية والذي أظهر إستعداده للعطاء بتقديم المزيد من الشهداء متى ما طلب منه ذلك، وبهذا فقد خلق الحقيقة الثابتة على أرض الواقع والذي تستمد منها جميع المواقف ذات العلاقة.
الموقف في سوريا الآن لا يسمح بالمرونة، وإتجاه الحكومة هو نحو التصعيد وكلما تزداد المواجهات تزداد إحتمالات الإنشقاق في الجيش، ولم يعد من حلفاء حكومة سوريا سوى أيران وروسيا وكوريا الشمالية. التصعيد يحتاج للتمويل وحلفاء الأسد بإستثناء روسيا لا يستطيعون المساعدة.
يجادل الكثيرون بأن رياح التغير سوف تأتي بأحزاب متطرفة وطغاة جدد، وقد يكون هنالك شيئ من الحقيقة في هذه التوقعات، لكن النتائج غير مضمونة لأي طرف وهذا يعني زيادة في الإحتمالات الإصلاحية عوضا عن المزيد المؤكد من القمع والخداع وإنتخابات التسعة والتسعون بالمئة. وفي حسابنا فأن أحتمال الأصلاح مهما صغر هو خير من البؤس المؤكد.