سلم البزون شحمة..
هنالك العديد من القضايا الشائكة في العراق التي تحتوي على مستويات عدة من السرية والمعلومات الناقصة والتي تحتاج للوقت والدراسة والتمحيص من أجل أن يتم البت فيها مثل قضايا الإرهاب والفساد والعمالة، لكن قضية تخصيص الميزانية لمشاريع مستقبلية ثم إطلاق يد الحكومة للتصرف بها لا يحتاج لمعرفة جديدة، فالتفاصيل معروفة وحاضر الفساد والمشاريع الوهمية والكهرباء المفقود لهي شواهد لا يمكن إنكارها ولا الجدل حولها، إلا مع القلة المستفيدة من القطط السمان والتي لا تزال تحاول الأستيلاء على موارد المستقبل بعد أن إستنفذت موارد الحاضر وما تبقى من التراث والميراث.
أن الأحداث في دول الجوار لها تداعيات تنذر بالمزيد من المصاعب المالية والأمنية على العراق، ولا يخفى أن إستنزاف العملات الصعبة من السوق المحلية في تسارع والإصطفاف الواضح لسياسة الحكومة مع حكام أيران وسوريا وكلاهما يواجه المقاطعة الدولية مما يدعو للإعتقاد بأن مصير أي تسهيلات مالية جديدة سوف تجد طريقها نحو حلفاء الحكومة المحاصرين في دمشق وطهران. ولا نستبعد سيناريو إنهيار سعر الصرف في العراق بشكل مشابه لما حصل في إيران حيث فقدت العملة الأيرانية ثلاثون بالمئة من قيمتها في يوم واحد.
أن الموافقة على تخويل الحكومة عقد الصفقات بالدفع الآجل بما يوصف بأنه مشاريع البنية التحتية لهو تعامي لما هو واضح، فالحكومة لم ولا تمارس الشفافية في عقدها الصفقات ولا يوجد سبب ولا مصداقية لرمي شحمة أخرى للقطط السمان.