نحن وجنوب السودان
تحدثت وسائل الأعلام عن إندلاع المواجهات العرقية بين أتباع نائب رئيس جمهورية جنوب السودان المقال ريك مشار والذي ينتمي لقبائل النوير وبين الحكومة الفيدرالية بقيادة سيلفا كير والذي هو وأغلبية الحكومة ينتمون لقبائل الدنكا.
رغم أن المواجهات في جنوب السودان يغلب عليها طابع العرقية وليس الطائفية كما هو الحال في العراق فأن أوجه التشابه لا يمكن إنكارها. فقد جاء سيلفا كيرنتيجة لأتفاق مبدئي بين جميع الأطراف العرقية والطائفية، وكان النزاع الظاهري داخل جمهورية جنوب السودان الفتية بين إتجاهين: إتجاه تقوية سلطات الرئيس تحت تسمية تعزيز المركزية وإتجاه توزيع السلطات أو اللامركزية، ونتيجة لهذا الصراع فقد إستبعد الرئيس كير نائبه مشار ومعه العديد من أتباع قبائل النوير، وتشير آخر الأخبار بأن المواجهات المسلحة قد أنتجت المئات من القتلى وأن السجون الفيدرالية تعج بقبائل النوير وأن الحكومة تمنع زيارة المعتقلين من قبل المراقبين الأجانب.
لكن التشابه يتوقف عند عتبة التدخلات الخارجية، فالموقف في جنوب السودان يبدو وكأنه نتيجة لصراعات داخلية بحتة، فأغلبية الدول التي ساندت إنفصال جنوب السودان لا تريد النزاع والسودان الجار الكبيرلا يتمتع بالنفوذ الظاهر كما هو الحال بين العراق وجيرانه، ولذلك فأن نار الصراع في جنوب السودان قد لا تجد الوقود الدائم الوارد من الخارج لأستمرارها كما هو الحال في العراق وسوريا.