من مفارقات الحرب على الإرهاب

أن التصعيد الأخير في نواحي بغداد هو مدعاة للقلق، فقد أدت المواجهات المستمرة في الأنبار إلى شعور عام بعدم الأمان رغم أن جميع طوائف وشرائح المجتمع العراقي لا تتقبل الأحكام التعسفية للمتطرفين الدينين من ذبح وجلد وتكفير.

أن دحر الإرهاب هي غاية لا خلاف عليها وكان من الممكن أن تؤدي إلى توحيد الصفوف لكنها للأسف أدت إلى عكس ذلك. مثلا نجد تعليق الدكتور جعفرالمظفر من صفحته على الفيس بوك الذي يوحد الصفوف ولا يكاد أحدا أن يخالفه الرأي:

إن داعش مدرسة إجرام وكراهية ليس إلا, وهي مأوى للسايكوباث الدينوي, إضافة إلى أنها, رغم كل محاولة للتأكيد على كيانها المستقل, اصبحت لعبة مخابراتية مفضلة. فإذا ما أختلفنا مع المالكي بشان العلاقة معها فسيكون هذا الإختلاف, في أحد مشاهده الأساسية, مبنيا على وجهات نظر مختلفة تتمحور حول طريقة الحرب على داعش وأساليب القضاء عليها, إضافة إلى إجتهادات ترى أن أخطاء الحكومة الثقيلة, على شتى المستويات السياسية منها أو الإجتماعية, بالإضافة إلى كونها كارثية بذاتها, فهي تساهم من ناحية أخرى بتعريض شعبنا لمهالك تنسجها لهم داعش, أو ينسجها غير داعش من المجرمين, الذين ما زالوا مجرمين وسيظلوا مجرمين بوجود داعش أو بغيابها.

ومن ناحية أخرى نرى نتيجة المواجهات في تعليق من على صفحة أحمد عبد الحسين على الفيس بوك بعنوان : رعب

قبل قليل حوصرنا في العطيفية، كانت ساحة حرب، طلقات وشوارع مقطوعة ورعب ووجوم وأخبار عن اقتحام سجن الاحداث ومطار المثنى ومول المنصور.
كل هذا مشهد طبيعي في ظل ولاية مختار ما بعد الظهر لكن أن تنزل أفواج من الملتحين بعضهم بملابس رياضية وآخرون بملابس عسكرية (لا جيش ولا شرطة) ويحملون على صدورهم لافتات (لبيك يا زينب) وبعضهم عمره أقل من 16 سنة .. فهذا شيء جديد يعد منجزاً من منجزات أبو سوبر حمودي .
من هؤلاء؟ عصائب ؟ جيش المهدي؟ إذا كانت الفلوجة يسيطر عليها الدواعش فهل سنحقق توازن رعب اذا سيطرت الميليشيات على بغداد؟
وصلت البيت فتحت التلفزيون وجدت أمامي جهرة سز علي الشلاه وكمال الساعدي في آفاق يتحدثان عن ان الشعب يطالب بإعلان الأحكام العرفية لكن نوابا يعرقلون هذا القرار.
هذا المخلوق نوري المالكي هو وعصابته … إلى أين هم سائرون بنا؟
هل تريدوننا أن نحزم حقائبنا ونرحل لـ 23 سنة أخرى كما فعل بي صدام؟
لن أفعل … لأن لي أملاً في ان الشعب سيكنسكم يا وسخاً لزجاً يادرناً ومخاطاً على جسد العراق.
أشعر بالعار ان هؤلاء يحكمونني كما شعرت بالعار يوماً من ان صدام ورهطه يحكمونني فغادرت وطني صبياً وعدت كهلاً. لكني الآن لا أملك الوقت ولا الأعصاب لمغادرة العراق. سأرى نهايتك يا نوري كما رأيت نهاية صدام. وسأحتفل.

Comments are closed.