سد الموصل
تتوالى أخبار المواجهات والجرائم التي تقترفها داعش والمليشيات على المدنيين والأبرياء وتتعالى أحجام الرهانات والفضائع، وما يشد إنتباه وخشية المواطنين في جميع أرجاء العراق هذه الأيام أخبار سيطرة الدولة الأسلامية على سد الموصل. وتذكرنا مقالة في جريدة الواشنطن بوست بأن هذا السد يعتبر الأكبر في العراق وأن سيطرة داعش عليه تعني أن بإمكانها إغراق مساحات كبيرة من العراق من بينها بغداد وضواحيها . ولعلمي من آراء مختصة بالمياه فأن هذا التهديد تدعمه الحقائق على الأرض وبحساب كمية المياه المخزونة وراء السد فأن غرق معظم مناطق بغداد قد أصبح أكثر من كابوس مزعج .
ومما يدعو للمقارنة فأن عمليات إغراق مساحات شاسعة قد حصلت قبيل الأنتخابات الأخيرة، فقد فتحت أبواب سد الفلوجة وأغرقت مناطق ممتدة بين الفلوجة وأبو غريب من ضواحي بغداد ، وكانت نتيجتها تشريد الآلاف من المواطنين وجائت نتيجة الأنتخابات في أبو غريب لصالح دولة القانون!!
أن سيطرة داعش على سد الموصل تعيد للأذهان ما حصل في الفلوجة وقد يجادل البعض بأن داعش هي التي فتحت سد الفلوجة وتسببت في إغراق مناطق أبو غريب لكن النتيجة الأنتخابية تلقي بظلال الشك على هذا السرد للأحداث المأساوية.
أعتقد أن زناد الموقف في الوقت الحالي هو الآن بيد رئيس الوزراء الموقر، إذا أستمر في التصعيد وأرتكب حماقة جديدة فقد يغرق الفيضان أحلامه وطموحاته بالأضافة إلى حياة الملايين من العراقيين الذين لا يشكلون عائقا له أمام مخاوفه وتخبطاته.
هنالك الكثير من العراقيين المخلصين الذين يريدون موقفا مبدأيا وموحدا ضد داعش والدولة الأسلامية المجرمة لكن قيادة حكومتنا لا تتمتع بالمرونة ولا بالمصداقية للتعامل مع المواقف الصعبة.