في نعي شيخ اليبراليين العراقيين
لبى نداء ربه سعد صالح جبر، علم من أعلام المعارضة العراقية أيام صدام حسين والمعروف بمواقفه الليبرالية، ولا أوضح من مقالة حميد الكفائي لأستذكار تاريخه المشرف وتفائله وكرمه المفرط في الصرف على الأهداف الليبرالية الذي أدى إلى حاجته القاسية لثمن العلاج في أواخر حياته.
يجابهنا واقع الحال هذه الأيام الذي يختلف عن جو المعارضة أيام نشاط سعد صالح جبر رحمه الله، فالمال السياسي السائب موجود وبكثرة لدى المتطرفين في كافة الجوانب والفقراء لا يزالون هم غالبية الشعب لذا أصبح الإنتساب للجهات المتطرفة، سواء كانت من المليشيات أو داعش والقاعدة ومن والاهم، أصبح من ضروريات الحياة من أجل كسب لقمة العيش وليس عن مبدأ أو رأي. ومن ناحية أخرى فلا يزال الليبراليون على حالهم من شحة الموارد وقلة الحلفاء وإعتمادهم على التمويل الشخصي لقادة كرماء مثل الفقيد الذي رحل بصمت وبتقدير يقل كثيراً عن قيمته المستحقة.
أن مسؤولية الأفراد والأحزاب الليبرالية أصبحت أكثر ثقلاً مع رحيل شيخهم، فهو القدوة في إنكار الذات وضرورة التوافق بين الأضداد. والليبرالية من خلال الشمولية التي تجمع جميع الأطراف هي البديل الوحيد للتطرف الذي يؤدي من خلال الأستبعاد والقمع لا محالة إلى إنعكاس إتجاهه وإلى المزيد من الأزمات والكوارث.