المعارضة والطائفية
أثار إهتمام الكثيرين مقالة لحميد الكفائي بعنوان الحكومة تصنع معارضتها أبتدأها بمقولة: طبيعة النظام الحاكم تفرز نوع المعارضة له، وتجعلها معارضة سياسية أو مسلحة.
ولا شك أن هذا هو وصف لآلية فيها الكثير من المصداقية في شرقنا العربي والإسلامي، على الرغم من وجود أمثلة بارزة على عكس ذلك كالدكتاتوريات الناجحة التي لا تزال مستمرة إلى الآن والتي لم يتمكن أي نوع من المعارضة أن يؤثر على الحكم بشكل فعال.
لكننا في أقاليمنا المفتوحة لا نستطيع عزل أوطاننا من التأثيرات الخارجية كدول مثل كوبا وكوريا الشمالية، لذا نجد أن ما يصيب إحدى جاراتنا ينتقل إلينا بالعدوى السريعة.
ما لم يكمل المقال من إستنتاج منطقي هو مسؤولية النظم عن الإتجاهات الطائفية، فإذا أفرزت طبيعة النظام الحاكم نوع المعارضة فلماذا لا يحتوي ذلك نوع الطائفية، سياسية كانت أم مسلحة؟
أن أسوأ ما في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا هو أستفادة الحكام من الطائفية، مما يعززها ويجعل أسباب بقائها طويلة الأمد. نحن لا ننكر أن الطائفية كانت موجودة في السابق لكنها كانت واحدة من آليات وأحكام مسبقة عديدة كالعشائرية والمناطقية، والإنتماء إلى المعارضة لم يكن بناء على الطائفية. أما الآن فقد أصبح الإنتماء الطائفي هو الأساس ونحن في منتصف الطريق إلى “لبننة” مجتمعاتنا والمسؤولية الأعمق تقع على النظام الحاكم الذي بيده زمام المبادرة وبالدرجة الثانية على المعارضة التي ليس بيدها إلا أن تتبع إفرازات الحكام وأساليبهم في التعامل معهم.