كلام عن مرسي
كثرت التعليقات والإنتقادات للرئيس السابق محمد مرسي من ناحية وللجيش المصري الذي أقاله من ناحية أخرى وهذه مساهمتي المتواضعة في كلمتين وبس..
ففي خطابه الأخير قبيل تنحيته هلل الرئيس مرسي وأعرب عن سعادته لأنه أصبح لديه مرجعية، وواضح أنه يعني مرجعية الأخوان المسلمين المتمثلة في المرشد العام الذي يقبع خلف الكواليس ويفتي في الأمور الدنيوية والسياسية في دور يشبه دور الولي الفقيه في أيران وما على الحكومة إلا التنفيذ. وفعلا تناقلت رسائل الإنترنت لقطة فيديو يملي فيها المرشد العام خطاب الرئيس بحذافيره ويؤدي دور المرجعية السياسية.
خطب مرسي السياسية ومرجعيته تدعوان إلى المقارنة مع خطاب جون كندي في الدقيقة 1:40 الذي يقول فيه لن يكون أول رئيس ينصت لقس كاثوليكي كي يلقنه كيف يتصرف، شتان بين الإثنين..
أن إنتخاب الرئيس هو تفويض محدود لفترة محدودة وليس هبة من الله وقدر مقدر لأجل غير مسمى، والتفويض المحدود هو من أجل الشعب بأجمعه فالرئيس لا يعمل من أجل من أنتخبه فحسب بل من أجل عموم الشعب وهذا جزء من التفويض وليس ترجمة زائدة أو خاصة بأمريكا أو المجتمعات الغربية، فأصوات المعتدلين ومساهمة الأقليات ماكانت تتحقق لو أن التفويض يعني التسلط. والأصوات التي أتت به لم تعطى لمرجعيته بل له شخصيا بناء على برنامج عمل وسياسة أعلنها على الملأ وأن رجوعه إلى مرجعيته في أمور السياسة وإعتماده على آراء دينية تفضل فئة من الشعب على أخرى يعد إخلالاَ وتعديا على التفويض .
لا ندعي أن على الديمقراطية في البلاد العربية أن تتبع المثال الأمريكي لكن يريد الناخب المصري والعراقي وغيره من العرب أن يعرف قبل أن يدلي بصوته: هل أن صوته سوف يذهب إلى المرشح الذي ينتخبه أم لمرجعيته؟
ليس من شأن الناخب أن يعرف طريقة تعبد المرشح أو تفضيله لسماع الآذان، لكن معرفة مرجعيته إن كان لها فتاوى سياسية هي جزء من أسباب التصويت له، وإذا ما إختار الرئيس المنتخب تغيير مرجعيته في منتصف فترة أستخدامه أو غير المرشد العام (مستر مولانا) من أحكامه المعروفة فهذا مدعاة للرجوع إلى الشعب وإعادة الإنتخابات.