لماذا تسيس الجريمة؟
أستحوذ نبأ رسالة داعش المجرمة للمواطنين المسيحيين الآمنين من سكنة الموصل على أهتمام العديد من وسائل الأعلام، وكانت قد دعت الرسالة إلى تغير ديانتهم للإسلام وإلا فسوف تصادر ممتلكاتهم خلال 24 ساعة.
لا شك أن هذه الرسالة تشكل منعطفا خطيرا في مناطق نفوذ الدولة الأسلامية وسابقة إجرامية لا تكاد تصدق ونحن في القرن الحادي والعشرين لكنها ليست جديدة في العراق، فقد أرسلت جهات تفضل أن تعمل في الظلام رسائل مشابهة لمسيحيين ومندنائيين وغيرهم من الأقليات في جنوب ووسط العراق ونفذت فعلاً تهديداتها في القتل والأغتصاب والأستحواذ على الممتلكات لكننا لم نجد يوما أن أحدا من هذه الجهات قد تمت محاسبته، ولا نفشي سراً إن قلنا بأن مجرمي الجنوب قد أفلتوا من قبضة العدالة الحكومية لأسباب سياسية معروفة، لذا لا نجد أن إدانة مجرمي الشمال من قبل سياسيي الحكومة تستند إلى إحساس واقعي وتظلَم حقيقي ونصرة للمظلومين من المسيحيين والأقليات.
أن إستنكار الحكومة ووسائل الأعلام الموالية لها لجرائم داعش الطائفية ما هي إلا دموع التماسيح ورسائل مسيسة تغطية لفشلها في محاسبة المجرمين من أنصارها.