هل سيتكرر سيناريو الدستور العراقي في مصر؟
قال لي أحد الأصدقاء المصريين في السبعينات بعد أن لاحظ تكرار الثورات بين مصر والعراق في تلك الفترة، قال أن العراق يكرر ما يحدث في مصر، لكنه يأتي متأخرا قليلا وإلى اليسار قليلا، والرمز إلى اليسار هنا يقصد منه التطرف، فالثورات والمواجهات في العراق كانت وما تزال أكثر تطرفا ودموية مما يحصل في مصر. وما يحصل الآن في مصر يذكرنا بما حصل في العراق حينما حشر إستفتاء الدستور في بلعوم العراق وتمت طبخة الموافقة عليه بعد أن أعيد فرز الأصوات في نينوى لكي تظهر الموافقة بعد أن كان التصويت بعدم القبول واضحا للعيان.
ونرى ما يحدث الآن في سرعة الموافقة على دستور الأخوان في مصر وإعلان الإستفتاء عليه خلال أسبوعين، وهنا نتسائل إذا كان التأييد له والموافقة عليه بين الناخبين واسعة وعلى نطاق أوسع من الأصوات التي أدت إلى فوز الأخوان في الأنتخابات العامة، فالدعم للإخوان والسلفيين قد لا يكفي لتمرير الدستور. لذا نرى أن الظروف مؤاتية لتكرار سيناريو الدستور العراقي إلا إذا حصلت مقاطعة واسعة من أحزاب المعارضة، فهذا سوف يخدم إقرار الدستور بدون الحاجة إلى الأساليب المعروفة.