لا للتعداد بدون الإشراف الأممي

January 2nd, 2020

ترددت على وسائل الإعلام تقارير تفيد بأن تعداد النفوس في العراق سوف يجرى بموعده في النصف الثاني من هذا العام، وعلى الرغم من تأجيل التعداد عدة مرات في السابق لكن الميعاد الجديد ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد حيث أن ما يفهم من التقرير هو إجراء التعداد تحت وبإشراف نظام قد فقد شرعيته، لذا فأن الغاية منه تصبح مشبوهة.

لا يخفى على أي عراقي مراقب للإحداث أن هنالك العديد من غير العراقيين الذين إكتسبوا الجنسية العراقية بعد الإحتلال، ولكي نتوصل إلى شرعية مقبولة لابد من قياس وتمحيص جميع المتوطنين الجدد قبل إجراء الإنتخابات، ومن هنا تأتي ضرورة إشراف الأمم المتحدة على تعداد النفوس وإعتماد نتائجها، فالتعداد الذي يتم على نفس طريقة الإنتخابات السابقة سوف يكون بالضرورة ناقصاً.

سبق وأن طالبنا بالإشراف الأممي على تعداد النفوس والإنتخابات في عام 2006 وكان هنالك من يشير إلى وجود مراقبين أجانب ومن فريق الأمم المتحدة على صناديق الإقتراع، وكما سبق فأن المراقبين كانوا لا يشاهدوا إلا ما تريد مفوضية الإنتخابات أن تكشفه لهم. وكان ردنا أن الرقابة غير الإشراف، والإشراف مسئولية وأمانة لا تسلم لجهات ذات مصلحة في النتائج.لكن محاولات التمويه والمغالطة لا تزال تستمر، لذا وجب التنبيه.

والتعداد يجب أن يكون سابقاً للإنتخابات وليس تابعاً لها، وإذا تم بنجاح فسوف تنجح الإنتخابات.

The End

معنى الإشراف الأممي

December 19th, 2019

ينتابني الشعور بالفرح والفخر كلما سمعت الشباب العراقي المنتفض وهو يطالب بإشراف الأمم المتحدة على الإنتخابات، حيث أنني مع مجموعة من رفاقي قد طالبنا بالإشراف الأممي على تعداد النفوس والإنتخابات في عام 2006، ومن بين المنظمات التي ساندتنا وهي من أوائل المطالبين كانت منظمة توركمان أيلي والحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي الكندي والعديد من الأفراد العراقيين، لكن مجموعهم كان قليلاً في ذلك الوقت ولم يكفي لإجتذاب الإهتمام من وسائل الإعلام.

لكن المطالبات تختلط أحياناً وكثيراً ماتتقدم بعض الأمور الأخرى، كتشريع قانون الإنتخابات وآلية التوافقات لتحديد شخصية رئيس الحكومة المؤقته، وهي أقل أهمية من طلب الإشراف الأممي. الإشراف الأممي ليس فقط لتصحيح الإجراءات مرة واحدة وإنما لدفعها مرات إلى أن تتخذ صفة الإستمرارية، والهدف منها هو تحديد شرعية الحكم، وهو ما لا يمكن الإستغناء عنه من أجل الإستقرار.

معنى المطالبة الآن بالإشراف الأممي على الإنتخابات في العراق هو أن الحكومة الحالية المبنية على إنتخابات العشرين بالمئة في 2018 أصبحت غير شرعية، وأن جميع من يستند إلى شرعيتها في مناصبهم بما فيهم رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان أصبحوا جزءً من سلطة لتسيير الأعمال ولا يتمتعوا بنفس التفويض الذي تمنحه لهم عناوينهم.

نعم أن الفساد وسرقة المال العام مستمر على نفس الوتيرة السابقة لكن الفاسدين لم يعودوا يمتلكو غطاء السلطة والشرعية الشكليةكما كان الحال مع نوري المالكي الذي إستحوذ على الأموال العامة تحت غطاء سلطته.

لذلك فلا مجال لإعطاء الإتفاقات والتوافقات المبنية على شرعية أحزاب العشرين بالمئة أكثر من طاقتها من أهمية، وجميع الحلول والبدائل المستقبلية ينبغي أن تكون غايتها تحديد الشرعية الجديدة بناء على إنتخابات لا يشوبها التزوير، إنتخابات يؤكد نزاهتها الإشراف المباشر للأمم المتحدة والإعلان عن نتائجها الأولية خلال 24 ساعة من نهاية التصويت .

لزقة دعامة سيارة تدعو لإشراف الأمم المتحدة على تعداد النفوس والإنتخابات. للحصول عليها يرجى الإتصال. رقم جوال 
 796126780 الأردن
لزقة سيارة تدعو لإشراف الأمم المتحدة على تعداد النفوس والإنتخابات. للحصول عليها يرجى الإتصال.
The End

إطار الأحداث في الشرق الأوسط: نظرة ذاتية من خلال نموذج مركب للمنطقة – فيصل لؤي قدري

November 19th, 2019

الخلاصة

كانت ممارسات عملية تحديد مناطق النفوذ للقوى العالمية في الشرق الأوسط متبعة منذ القدم وحتى قبل معاهدة سايكس بيكو. لكن يبدو أن تقاسم دوائر النفوذ على العراق وسوريا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقاً قد أستمر لما يزيد على نصف قرن، وحتى في أحداث المنطقة منذ 2003 إلى الآن يبدو أن الإقتسام محترم من قبل اللاعبين الدوليين، أي الولايات المتحدة وروسيا، لدرجة كبيرة، في حين أن اللاعبين الإقليميين، أي تركيا وأيران، يتمتعان بتأثير واسع على الأحداث وعلى العراق وسوريا وهم اللاعبين المحليين.
النموذج المركب المقترح لسياسات الشرق الأوسط يحتوي على ثلاث طبقات للاعبين زائداً طبقة منبثقة لكردستان كلاعب في طور التكوين.
تدعو هذه المقالة لإستقرار الشرق الأوسط من خلال إنشاء دولة مستقلة مصغرة لكردستان ذات أراضي في أجزاء من مناطق اللاعبين المحليين والإقليميين حالياً، وذلك بعد إجراء الإستفتاء والإنتخابات بإشراف الأمم المتحدة بحيث تؤدي إلى إنشاء دولة كردستان بضمانات دولية على أن يرتبط التنفيذ بسريان اتفاق إقليمي لتقاسم المياه.

المقدمة

مفاوضات تقسيم دوائر النفوذ في الشرق الأوسط كانت تجرى منذ القدم، وحتى قبل معاهدة سايكس بيكو المشهورة في 1916(1). في ذلك الوقت نصبت بريطانيا بالإتفاق المتبادل كصاحبة النفوذ على العراق ونصبت فرنسا على سوريا. وتطور نفوذ بريطانيا ليصبح إنتداباً رسمياً على العراق في (2)1921 وفرنسا على سوريا في (3)1923.
استمر نفوذ بريطانيا على مجريات الأمور في العراق بعد إنتهاء الإنتداب رسمياً على العراق في 1932 من خلال سلطة السياسي العراقي المعروف نوري السعيد(4)، والذي مال في قراراته إلى جانب بريطانيا إلى أن حلت الولايات المتحدة محلها كصاحبة القوة المؤثرة في حلف بغداد(6). واحتفلت الولايات المتحدة بتحول العراق ونوري السعيد إلى جانبها بترتيب زيارة رسمية للملك والوصي للولايات المتحدة في 1957، وأظهرت نفوذها في الوساطة بين العراق والمملكة العربية السعودية بمباركة الرئيس الأمريكي أيزنهاور(18). وكانت صورة نوري السعيد على مقدمة مجلة التايم(19) وارتفاعه في التقدير الأمريكي إلى موقع البطل الوطني ومقارنته بقادة مثل تشان كاي شك الصيني وسينغ مان ري الكوري الجنوبي كان قد كتب عنها في حينها الإعلامي البريطاني الشهير بول جونسون(6).
تلا إنقلاب 1958 في العراق عدة قيادات عسكرية ذات ميول يسارية ورغبات في توثيق علاقات الصداقة مع الإتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، ولكن القيادات العسكرية إنتهت في العراق في عام 2003 مع إحتلال الولايات المتحدة، حيث إشتركت أيران وأخذت زمام المبادرة بسبب غياب القرار الإستراتيجي في سياسة الولايات المتحدة.
أما في سوريا فقد إنتهى الإنتداب الفرنسي رسمياً في عام 1946(5) وضعف النفوذ الفرنسي تدريجياً حتى عام 1956، حيث إبتدأ النفوذ السوفيتي مع تجهيز الجيش السوري بمعدات عسكرية ومساعدات إقتصادية بكميات متزايدة. وفي عام 1971 أسس الإتحاد السوفيتي أولى منشئاته في قاعدة طرطوس البحرية، واستمر نمو قواعده في سوريا حتى 2009 وإلى الآن(13).
توحي أحداث الشرق الأوسط منذ 2003 بأن الولايات المتحدة وروسيا، وهي اليوم الوريث الوحيد لنفوذ ومعاهدات الإتحاد السوفيتي المنحل، بأن كلاهما يحترم نفوذ الآخر في المنطقة. يبسط النموذج المقترح سريان النفوذ ويفترض أن دوائر النفوذ للاعبين الدوليين لا تتقاطع . يصف الفصل التالي تجربة الكاتب الذاتية التي تضع أحداث الشرق الأوسط في إطار إتفاق غير معلن بين وفدي الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي في لقاء فلاديفوستوك في عام 1974، بعدها نرسم النموذج المركب الذي يؤدي إلى تحديد كردستان كمنطقة تقاطع لنفوذ جميع اللاعبين وبذلك تكون النقطة الأكثر تأثيرا على إستقرار الشرق الأوسط. وفي الفصل الأخير نتحدث عن سيناريوهات بأمل تحديد مساراً سلمياً يؤدي إلى الإستقرار.

إطار أحداث الشرق الأوسط: تجربة ذاتية

كان هنالك لقاء في مدينة فلاديفوستوك الروسية في عام 1974 بين جيرالد فورد رئيس الولايات المتحدة وليونيد بريجينيف السكرتير العام للإتحاد السوفيتي، وعرف اللقاء في حينها بلقاء قمة فلاديفوستوك لنزع السلاح(10). دام اللقاء يومان فقط وكان اليوم الثاني مخصصاً للنقاش حول الشرق الأوسط. ورغم أن الرئيس فورد أقر بعدم وجود تقدم ذو أهمية ذلك اليوم لكن أحد الدبلوماسيين العراقيين في لندن أخبرني بأن هنري كسينجر من الطرف الأمريكي وأندريه غروميكو من السوفيتي قد توصلا إلى إتفاق غير معلن لتحديد دوائر النفوذ في الشرق الأوسط، وكان الهدف منها هو تقليل إمكانية المواجهة المباشرة بين الطرفين في منطقة الشرق الأوسك الملتهبة. الإتفاق أعترف بأن سوريا سوف تخضع للتأثير المباشر من الإتحاد السوفيتي بدون أن تتحداها الولايات المتحدة مقابل أن يبقى العراق في دائرة نفوذ الولايات المتحدة. والمنفعة المتبادلة لهذا الإتفاق قدمت لكلا الطرفين ما يريدانه: الإتحاد السوفيتي يريد المرفأ لأسطوله في المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط بلا تحد أمريكي في حين أن الولايات المتحدة لها التأثير على منابع النفط في العراق بدون تحد سوفيتي. أتذكر بأن هذا الدبلوماسي قد أشتكى من الأضرار التي سوف تحل على العراق وسوريا لأن الإتفاق يؤدي إلى حرمانهما من الإستفادة من خيار الحياد الأيجابي. وكان الحياد الأيجابي في الخمسينيات يمثل الخيار الأفضل للدول غير المنحازة، حيث أن الدول الصغيرة أو النامية مثل مصر والهند وإندونيسيا كانت تتعامل مع كلا القوتين بالتوازن بما يحقق الفائدة الأعظم لها في مجالات المساعدات الإقتصادية والعسكرية.
وفي الدراسات السيبرانية هنالك مفهوم ذو علاقة بالموضوع هو التنوع الضروري (17)(Requisite variety) وحسب قانون التنوع الضروري فأن الكائن أو النظام الحي يحتاج لتنوع في سلوكياته بعدد مقابل لا يقل عن التنوع في بيئته والتي هي ضرورية لبقائه ولتحقيق مصالحه، وبالتالي فأن إنقاص التنوع السلوكي أو الخيارات (السياسية) المتاحة يقلل من قابلية النظام في التحكم في بيئته. لذلك فأن تحديد دوائر النفوذ حصرياً ينقص قابلية اللاعبين المحليين على التحكم في أمورهم ومنافعهم ويحد من السياسات المتوفرة أمامهم ويجعلهم بالضرورة معتمدين على اللاعبين الدوليين في البقاء. ولا ينبغي أن نسرع بالإستنتاج بأن دوائر النفوذ الحصرية تشكل إمتيازاً أو قوة بدون تكلفة أو مسئولية تقع على عاتق اللاعبين الدوليين، بل العكس لأن الإدارة الذاتية المحلية أو اللامركزية عادة ما تكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة من الإدارة المركزية التي تنفذ عن بعد.
لكن قبيل مؤتمر فلاديفوستوك وتحديدا في عام 1972 قام الاتحاد السوفيتي تحت قيادة أليكسي كوسيغن بتوقيع معاهدة صداقة وتعاون رسمية مع العراق(9)، لذلك فقد تكون غاية الولايات المتحدة من اتفاق فلاديفوستوك هو تحييد دور الاتحاد السوفيتي في العراق، لكن في الواقع استمر دور الاتحاد السوفيتي في العراق في النمو تحت قيادة صدام حسين الذي قرر شراء السلاح الروسي الرخيص الثمن عوضاً عن الأمريكي المبالغ في تكاليفه إلى عام 2003(8).

توفر حصرية دوائر النفوذ في الشرق الأوسط إطاراً يساعد على فهم الأحداث السياسية في العراق وسوريا منذ 2003، ويؤدي هذا الإطار إلى تبسيط لشكل الترابط في المنطقة. ولننظر أولاً إلى محاولات التأثير المتقاطعة التي قد تتناقض مع التبسيط، وهي محاولات تأثير روسيا على أحداث العراق وتأثير الولايات المتحدة على أحداث سوريا.
جاء الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003 بمساهمة إسمية من حلفاء مقربين، وكانت الإرادة السياسية للرئيس الأمريكي تعمل بصورة حصرية تقريباً. ولم تتحدى روسيا الإتحادية الوجود العسكري الأمريكي في العراق ولم تساند النظام العراقي لأي درجة مهمة كما كانت تفعل في الماضي(20). وكانت روسيا وفرنسا وألمانيا قد قدمت اقتراحاً للولايات المتحدة في 2003 يدعو لإشراف الأمم المتحدة على المؤسسات المدنية والإنتخابات، لكن كولن باول سكرتير الدولة للولايات المتحدة في حينها تهكم على فكرة تنازل بلده عن إدارة الأمور(21)، وهذا يدعو للاستنتاج بأن الولايات المتحدة تعتبر نفسها صاحبة النفوذ الحصري على العراق.
أما في سوريا فقد إزداد تأثير روسيا بإضطراد منذ بداية تأسيس المرافق البحرية في طرطوس في 1971، وفي عام 2007 وقعت سوريا إتفاقية ثنائية تسمح لروسيا لأن تتمتع بالسيادة القضائية على قاعدتها البحرية لفترة 49 عام بدون مقابل(13). في حين أن العلاقة بين الولايات المتحدة وسوريا كانت بمثابة غير موجودة(14)، ومن ضياع مصداقية الرئيس أوباما حينما لم يقوم بتنفيذ تهديده المعروف بالخط الأحمر(15) على استعمال الأسلحة الكيمياوية إلى خطة الرئيس ترامب المفاجئة للإنسحاب من سوريا يبدو أن الولايات المتحدة تقوم بالتراجع دوماً من موقف التأثير على مسار الأمور في سوريا.

تشكيل النموذج الإقليمي

يؤدي تقاسم دوائر النفوذ في الشرق الأوسط إلى تبسيط النموذج المركب من تواصل جميع اللاعبين بعضهم ببعض إلى مسارين رئيسيين يتبعان اللاعبين الدوليين: الولايات المتحدة وروسيا. يوضح الشكل 1 المرفق توازي المسارين لنفوذ اللاعبين، ابتداء من اللاعبين الدوليين ثم الإقليميين تركيا وإيران ثم اللاعبين المحليين: العراق وسوريا. يستلم اللاعبين الإقليميين النفوذ من الدوليين ثم يتقاطعان في التأثير على العراق وسوريا، بحيث أن التأثيرات المتقاطعة تفوق في أهميتها التأثيرات المباشرة. ويلتقي النفوذ المتبادل لمعظم اللاعبين في المناطق ذات الأغلبية الكردية، مما يعطي أهمية بالغة لتطورات هذه المناطق وتأثيرها على استقرار المنطقة ككل.

شكل 1: النموذج المقترح للنفوذ الرئيسي في الشرق الأوسط

لاحظوا عدم التوازن الإقليمي في النفوذ بين اللاعبين المحليين: نفوذ أيران السياسي والاقتصادي القوي على سوريا لا يقابله نفوذ سياسي تركي على العراق (مع وجود استفادة اقتصادية تركية حالياً من العراق)، كما وأن النفوذ الأمريكي على كردستان العراق لا يقابله النفوذ الروسي بنفس القوة. لاحظوا كذلك غياب الدور الإسرائيلي كلاعب بنفوذ قوي حيث أن إسرائيل كانت الدولة الأولى التي اعترفت باستقلال كردستان العراق بعيد استفتاء الاستقلال عام 2017، حيث أن الولايات المتحدة ساندت وربما تبنت استرجاع العراق لمنطقة كركوك التي حاولت ضمها القوات الكردية، وهذا يعني أن نفوذ إسرائيل غير كاف لفرض إرادتها على منطقة كردستان العراق الصغيرة.
يشبه النموذج المقترح لحد ما نموذج روس أشبي السيبراني المسمى بالهوميوستات. وهذا النموذج يتكون من أربعة محركات صغيرة تمثل عناصر النموذج وهي مرتبطة بعضها بالبعض، ويمثل حجم الارتباط واتجاهه سريان النفوذ من لاعب لآخر، وقد قام روس أشبي بتحري خواص هذا النظام المركب من حيث حدود الاستقرار(17). ولكن يوجد في النموذج المقترح عنصراً منبثقاً في دور التطور مميزاً من حيث ارتباطه بأغلب اللاعبين، وهذا هو كردستان. يؤدي وجود هذا العنصر إلى رؤية لاستقرار المنطقة تبتدئ من تحديد مساحة الدولة الجديدة بشروط مقبولة لجميع أو أغلب اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين. وبناء عليه أقترح مسارين محتملين لدعم الاستقرار، المسار الأول يفترض المساهمة الفعالة لجميع اللاعبين والتنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا، والمسار الثاني يستبعد روسيا وأيران نظراً لحاجة دولة كردستان المنبثقة لضمانات دولية مما قد لا يسر روسيا الاتحادية، وأيضاً نظراً لرؤية أيران الاستراتيجية في الوقت الحاضر التي قد لا تحتمل انبثاق دولة من أقلياتها على حدوده.

أهم عناصر الإستقرار

1-الحدود المستقرة: ينبغي أن يخدم تحديد مساحة دولة كردستان المنبثقة هدف دعم الاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى تلبية مطالب الشعب الكردي في الاستقلال، على أن يقبل الجميع باستحالة تحديد أهدافه بصورة كلية. مثالياً يقوم اللاعبان الدوليان بالاتفاق المبدئي حول آلية تحديد الحدود، ثم تناقش هذه الأمور من قبل اللاعبين الإقليميين والمحليين قبل إعلان البرنامج والضمانات ومناقشتها مع القوى الكردية الفاعلة على الأرض. لكن على أرض الواقع هنالك عدة عوامل تجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق متعدد الأطراف. وبأية حال فأن كردستان العراق وهي المنطقة الكردية الوحيدة التي تتمتع بالحكم الذاتي (عدا مساحة صغيرة معزولة في روسيا الاتحادية)، لكنها محاطة بدول معادية ولا تريد لها الاستقلال، لذلك فأن الدفاع عنها لابد أن يكون خاضعاً لضمانات دولية من قبل حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي أو أن تقع في دائرة نفوذ روسيا الاتحادية. ولن تكون الدولة الصغيرة الأولى في المنطقة فهنالك لبنان وإسرائيل اللتان يعتمدان على علاقات دولية لضمان حدودها، لكن ينبغي أن يفهم بأن هذا الضمان سوف يحد من سياسة الدولة الكردية المزمعة حالها حال العراق وسوريا في دوائر النفوذ الدولية.
2-مصداقية الانتخابات: سادت معظم العمليات الانتخابية منذ 2003 في المنطقة عموما وفي العراق على وجه الخصوص عمليات تزوير واسعة، ولا تستثنى منها منطقة كردستان العراق. وكان الوعي بالتزوير واسعاً فقد قام المؤلف بنشر النداء لإشراف الأمم المتحدة على تعداد النفوس والانتخابات في العراق في عام (12)2006. والوعي بتزوير الانتخابات ساهم في مقاطعة انتخابات 2018 في العراق(23). لكن موقف الولايات المتحدة تحت إدارة الجمهوريين أو الديمقراطيين على حد سواء لم يتغير في التغاضي عن عمليات التزوير والتأكيد على التوافق مهما كانت درجة التعدي. كان يبدو لي بأن لا أحد يبالي بنزاهة الإنتخابات لكني وجدت ما يستثنى عن موقف التغاضي،وذلك في ما عبر عنه السياسي المخضرم الدكتور هنري كسنجر الذي ساند الإشراف الدولي على الانتخابات بقوله: كان من الواجب استبعاد صدام ولكن إرساء الديمقراطية في العراق كان يجب أن تكون بجهود عالمية متعددة الأطراف، لم يكن من الصح أن تقع على عاتق الولايات المتحدة حصرياً (15). يؤكد هذا الموقف غيرالمتوقع من شخصية معروفة بميولها اليمينية بأن نزاهة الانتخابات ليست مشروعاً يسارياً أو يمينياً، ولكنه شرط ضروري لمصداقية الانتخابات وللتعاقب السلمي للسلطة، سواء في العراق ككل أو في كردستان العراق.
3-التوزيع العادل لمصادر المياه في المنطقة: أن الربط بين إنشاء دولة كردستان وبين تفعيل معاهدة المياه بين الدول المعنية هو أمر ضروري لنجاح الاثنين، حيث أن مسارات المياه هي الروابط التي تجمع دول المنطقة في مصالح مشتركة وحيث أنه لا يوجد تعويض دائم للاعبين المحليين مقابل التخلي عن جزء من أراضيهم سوى ضمان احتياجاتهم المستقبلية من المياه. وقد أظهرت الأحداث المناخية الأخيرة من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات غير المتوقعة في المنطقة بأن مشكلة التحكم في توزيع المياه قد لا تكون في شحتها المتوقعة على الأمد البعيد وإنما في التحكم بالظروف المناخية الطارئة. أن تفعيل معاهدة للتعامل مع الأحوال المناخية والكوارث الطبيعية هو ضرورة اقتصادية وسياسية وفوق كل شيء فهو ضرورة أمنية لأن الكوارث الطبيعية يمكنها أن تحرك مجموعات بشرية هائلة عبر الحدود لدول صغيرة.

أين مصلحتي في كل هذا؟

سيبرانية الدرجة الثانية (Second Order Cybernetics) هي الفلسفة السائدة حالياً بين الباحثين في مجال السيبرانية، ويمكن اختزال مفهومها الأساسي بأنها: مراقبة المراقب، أو أنها دراسة الحقيقة من خلال عين المراقب الذي يبني بنيتها من جزئيات متوفرة له وليس من جزئيات خارجية لواقع موضوعي مفترض. ولذلك فأن السيبرانية السياسية قد يمكن وصفها بأنها تعاطف سياسي (Political empathy) أو أنها شكل من الشخصنة السياسية، حيث أن الحقيقة السياسية نسبية وتعتمد بشكل رئيسي على رؤية المراقب أو اللاعب السياسي، ومهمتنا هنا هي في محاولة الإستفادة من الإختلافات في وجهات النظر من أجل الوصول إلى حلول واقعية. وأن مهمة الممارس لسبرانية الدرجة الثانية هي في شخصنة اللاعبين والبحث عن دوافعهم الذاتية وعن رؤيتهم للواقع، آخذين بنظر الاعتبار الاختلافات بينهم. فأن معرفة دوافع ورؤية اللاعبين قد تؤدي إلى تحديد الأعمال المناسبة للوصول إلى أهداف محددة. فيما يلي تجدون لمحات خاطفة لما قد يكون سيبرانية السياسة في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة الأمريكية: قد ترى منطقة الشرق الأوسط وكأنها مجموعة من آبار البترول محاطة ببالوعات لامتصاص الأموال وفخاخ للإيقاع بجيوشهم! فقدت الولايات المتحدة الكثير من نفوذها في العراق ووصلت إلى درجة اللاعلاقة بالأحداث في سوريا وأصبحت علاقتها مع تركيا حليفتها هشة وقاطعت أيران وتركت المبادرة في يد روسيا. وهذا لا يترك سوى كردستان كحليف طارئ يتقبل نفوذها وقد يوفر لها موطئ قدم والاستقرار في المنطقة على المدى البعيد.
روسيا الاتحادية: استثمرت كم هائل من المال والموارد العسكرية في سوريا وترى أن الحرب في الشرق الأوسط قد انتهت أو تكاد إلى صالحها، لكن النصر في إحلال السلام قد يكون مكلفاً وخطراً لدرجة أكثر من النصر في الحرب كما كشفت عنه أحداث العراق بعد 2003. ونتيجة للاستثمارات الروسية الهائلة في سوريا نتوقع أن يستمر اعتماد سلالة الأسد الحاكمة الكامل في المدى الطويل على الدعم الروسي العسكري والاقتصادي. لذلك لا نرى أي دافع واقعي لروسيا لكي تتنازل عن نفوذها على سوريا على المدى القريب، لكن الروس أحسن من الأمريكان في تقدير المنافع السياسية على المدى المتوسط والبعيد!
تركيا: الموقف التركي من استقلال الأكراد في مناطقهم كان دائما في جانب الرفض وعدم الاعتراف بخصوصياتهم القومية في السابق، لكن تركيا قد تستفاد كثيرا لو تنازلت عن مناطق من أراضيها الجبلية الوعرة لكي تتبع كردستان الصغرى. فالمتطرفين من الأكراد الأتراك سوف يتاح أمامهم السفر والعيش في كردستان بعيدا عن خلق المتاعب للتيارات القومية التركية، والمساهمة في بناء دولة الأكراد له منافعه الاقتصادية والسياسية على تركيا. لكن في المقابل ينبغي أن تنفذ معاهدة لتقسيم المياه في المنطقة بضمانات دولية مرتبطة بضمانات أمن كردستان.
أيران: هي لاعب آخر يرى نفسه كمنتصر في الوقت الحاضر ويصعب إقناعه بالتنازل عن جزء من أراضيه في سبيل أهداف متوسطة وبعيدة المدى. لإيران نفوذ قوي على العراق وعلى جزء من كردستان العراق، وعملية خلق الدولة الكردية سوف يكون تطوراً مهماً لإيران إذا ساهمت بإنشائها. فالفائدة تعود على إيران مثلما تعود على تركيا وسوف تساهم الدولة الجديدة في استقرار أيران. أما إذا اختارت دولة الفقيه النأي عن المساهمة فسوف يكون للأكراد الإيرانيين حلفاء يساعدوهم من خارج الحدود وسوف يتعين على الضامنين لأمن كردستان أن يحددوا أيران كواحدة من أهم مصادر التهديدات الوجودية.
العراق: نظرا لوجود إدارة كردية مستقلة في المحافظات الكردية فأن العراق سوف يفقد مساحة كبيرة من أراضيه، وهذا أمر صعب القبول للساسة التقليديين في العراق والشرق الأوسط. ينبغي أن تعوض الخسارة عن طريق تفعيل معاهدة للمياه وأن تحمى مصالحه في الحفاظ على حقول كركوك وعلى مسارات دجلة والفرات.
سوريا: سواء استمرت سلالة أسرة الأسد في الحكم أو لم تستمر فأن سوريا مثقلة بالقيود والديون لروسيا الاتحادية، لذلك فلا نتوقع سوى استمرار النفوذ الروسي. يشكل تعداد الأكراد السوريين نسبة صغيرة من مجموع نفوس سوريا وهم موزعون على رقعتين غير متواصلتين. من غير المتوقع أن تتنازل حكومة سوريا المركزية أو تركيا لطلبات الأكراد في توسيع رقعة دولتهم من أجل أن تتصل بميناء على البحر الأبيض المتوسط، ولكن شمول سوريا بمعاهدة المياه سوف يصبح ضروري لتكامل واستقرار وأمن المنطقة.
كردستان المنبثقة: يشوب نظرة بعض أكراد العراق للواقع الجيوسياسي الكثير من الطموحات غير الواقعية والخطط قصيرة النظر للتوسع في المناطق المتنازع عليها لأنها مبنية على وجود التفوق العسكري على المدى البعيد. ولكن عملية الانفصال تشبه كثيراً طلاق الأزواج، فالانفصال يحتوي على الكثير من التسويات بين الأطراف المعنية. والأطراف المعنية في إنشاء الدولة الكردية هي اللاعبين المحليين والإقليميين جميعا. ومما سبق نجد أن نظرة هؤلاء اللاعبون تختلف عن طموحات قادة كردستان العراق، لذلك علينا أن نعطي الأهمية اللازمة لهم في تقرير مصير المنطقة. كردستان العراق تقع في مساحة جبلية مغلقة، وهذه الحقيقة تفرض مساوئ اقتصادية وعسكرية بالمقارنة مع جميع جاراتها الأكبر مساحة ونفوساً، لذا فالضمانات الدولية لأمن كردستان هي ضرورة وجودية وتؤدي لا محالة إلى فقدان بعض الخيارات في تشكيل سياسات الدولة الوليدة.
يحتوي المجتمع الكردي عبر البلدان المضيفة على عدة كتل سياسية (24)، أذكر منها الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة سلالة أسرة البارزاني في أربيل، والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة هشة من أسرة الراحل جلال الطالباني في السليمانية، ثم هنالك الحزب الديمقراطي الكردستاني الناشط في تركيا وهو حزب يساري ذو أتباع كثيرون، والتجانس السياسي بين هذه الأحزاب ليس قوياً فهنالك العديد من الممارسات اللاديمقراطية من الأحزاب التي تسمي نفسها ديمقراطية! ولو أضفنا هذا العامل إلى لا محالة وجود التهديدات من جيران كردستان لاستنتجنا بأن شكل الحكم الأكثر احتمالا هو الدكتاتورية العسكرية.
خضعت عمليات الانتخاب والاستفتاء منذ 2003 في كردستان العراق إلى ضغوط قسرية من قبل الأحزاب الحاكمة(22)، أن إشراف الأمم المتحدة على العملية الديمقراطية هو أمر ضروري لإصدار نتائج شرعية ذات مصداقية وقبول لدى اللاعبين الإقليميين والدوليين. وفي حال إجراء الاستفتاء أو تعداد النفوس فينبغي جمع تفاصيل كثيرة وليس الاكتفاء برد نعم أو لا لسؤال يطالب بالاستقلال، مثل تفاصيل المواطنة المزدوجة ورغبة المواطن في الاحتفاظ بالجنسية القديمة بالإضافة إلى الكردية الجديدة. والنتائج ينبغي أن تكون علنية لكي تتحدد الحدود وفقاً للتعداد.

الخاتمة

أدت النظرة العامة لسريان النفوذ في الشرق الأوسط إلى تحديد نموذج مركب لكن مبسط لمسارات النفوذ أو التأثير السياسي. وحددت مساران اثنان منفصلان نسبياً يتبعان القطبين في السياسة الدولية: الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية. يتحد المسارين في العنصر الطارئ الذي يمثل كردستان المنبثقة، والتي هي في دور التحديد من حيث الحدود والضمانات الدولية. ولأن كردستان المزمعة تستلم النفوذ من جميع اللاعبين، لذلك تبدو كعنصر مؤثر ومهم في دعم الاستقرار أو هدمه في المنطقة.
أن عملية خلق كيان جديد يتمتع بالسيادة في منتصف جيران يضمرون له العداء ليس بالعملية السهلة، لو اعتمدت عملية اعلان الاستقلال من جانب واحد على نتيجة استفتاء تجريه حكومة كردستان العراق حينها ستكون الدولة الجديدة محاطة بحدود مغلقة ووضعها يشبه مدينة برلين الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. أعتقد أن حجم وحدود كردستان الجديدة سوف يكون عاملا مهماً في تحديد سياستها الداخلية والخارجية. إذا حققت حكومة كردستان العراق كل آمالها في إنشاء كردستان الكبرى على أراض واسعة من العراق وتركيا وسوريا وإيران فسوف تكون تحت رحمة جيرانها وسوف تضطر لإنفاق الجزء الأكبر من ميزانيتها على الدفاع وبالتالي فمن المرجح أن يلي ذلك نشوء دكتاتورية عسكرية تشرف على المال العسكري وتستفاد منه. من الناحية الأخرى إذا تحققت كردستان الصغرى فسوف تستند على ضمانات دولية في أمنها الخارجي وسيادتها. ولكن هنالك ثلاث عوامل قد تجعل من مسار كردستان الكبرى غير محتملاً:
يعتبر اللاعبون الإقليميون أكرادهم ذوي الميول الاستقلالية بأنهم إرهابيون، تحقيق كردستان الكبرى يعني التنازل لفئة من المواطنين الذين هم في مصاف الإرهابيين في أعين حكامهم.
أحداث الشرق الأوسط منذ 2003 تعكس دوائر حصرية للنفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، مما يجعل الحل من جانب واحد أكثر احتمالا للنجاح وللاستمرارية.
روسيا وإيران يعتقدان بأنهما قد حققا النصر العسكري أو كادا، لذلك فلا يتوقع القبول بتنازلات من الطرفين.

والحل من جانب واحد ليس بلا مخاطر. فيما يلي قائمة ببعض المخاطر المحتملة:
أعتقد أن الرأي العام للسكان العرب في العراق في الوقت الحاضر لا يدعو للتعاون مع الأكراد، وأعتبر أن الربط مع اتفاقيه المياه والضمانات الدولية هي عناصر ضرورية لاستقرار كردستان والمنطقة، لذلك فموضوع هذه المقالة لا يتوقع أي فائدة من النقاش الثنائي بين عرب وأكراد العراق حصراً.
أدعو لاستفتاء شعبي عام حول مستقبل العراق من أجل تحديد نفوس وحدود كردستان وعرب العراق تحت إشراف الأمم المتحدة. لقد رفضت الولايات المتحدة بإصرار عجيب إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات رغم علمها بالتزوير الواسع النطاق، وبدون مصداقية الأمم المتحدة على معلومات الاستفتاء فأن هذه المعلومات قد لا تعتمد من الأطراف الدولية.
ينبغي أن يخضع تنفيذ الاتفاقات والمعاهدات الدولية إلى جدول زمني يحدد مواعيد تسليم الأراضي وتفعيل المعاهدات وإدارة المؤسسات. أن الممارسات الشائعة في المنطقة وخصوصاً في العراق بعد 2003 تحتوي على الكثير من المماطلات والتسويف عن طريق خلق اللجان وانتظار نتائج مطبوخة حسب رغبة أطراف خارجية، وهذه الأمور قد تشكل خطراً على العلاقات بين الدول وعلى الاستقرار الاقتصادي والأمني.
وختاماً أود أن أعيد طرح موقفين سبق أن وصفتها أعلاه وأن أضعهما جنباً إلى جنب، ما قاله اثنان من أبرز الساسة الأمريكان: كولن باول وهنري كسينجر: الأول رفض إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات في العراق بتهكم بذريعة عدم التنازل عن نفوذ بلاده، والثاني دعا إلى ضرورة الإشراف الأممي على الانتخابات. الأول قائد عسكري والثاني داهية سياسية. ليس أوضح من هذه المقارنة التي تؤكد بأن السياسة الأمريكية المتبعة في الشرق الأوسط تعتمد على الرؤية العسكرية وأن الحاكم الفعلي كان ولا يزال هو البنتاغون، وقد يفسر هذا سبب فشل سياستها في العراق. أن استقلال كردستان يجب أن يتم برؤية سياسية وليست عسكرية كما يراها قادة كردستان العراق، وإذا أصروا على الرؤية العسكرية فسوف يتم فشلهم كما تم فشل السياسة العسكرية في بقية العراق.

المصادر

1- Wikipedia contributors, “Sykes–Picot Agreement,” Wikipedia, The Free Encyclopedia,

https://en.wikipedia.org/w/index.php?

title=Sykes%E2%80%93Picot_Agreement&oldid=874928179 (accessed November 6, 2019).

2- Wikipedia contributors, “Mandatory Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://

en.wikipedia.org/w/index.php?title=Mandatory_Iraq&oldid=875023571 (accessed November

6, 2019).

3- Wikipedia contributors, “French Mandate for Syria and the Lebanon,” Wikipedia, The Free

Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=French_Mandate_for_Syria_

and_the_Lebanon&oldid=869864925 (accessed November 6, 2019).

4- Encyclopaedia Britannica Editors, “Nuri as-Said,” Encyclopaedia Britannica, https://

www.britannica.com/biography/Nuri-as-Said, (accessed November 6, 2019)

5- Wikipedia contributors, “Modern history of Syria,” Wikipedia, The Free Encyclopedia,

https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=Modern_history_of_Syria&oldid=872835049 (accessed

November 6, 2019).

6- Paul Johnson, Journey into Chaos, Western Policy in the Middle East. London: MacGibbons and Kee, 1958. PP 76.

7- William Quandt, Force Without War. Washington: Brookings Institute, 1978. PP 232-253.

8- Wikipedia contributors, “20th-century history of Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia,

https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=20th-century_history_of_Iraq&oldid=869599991

(Accessed November 6, 2019).

9- Wikipedia contributors, “Alexei Kosygin,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://

en.wikipedia.org/w/index.php?title=Alexei_Kosygin&oldid=873933658 (accessed November 6, 2019).

10- Wikipedia contributors, “Vladivostok Summit Meeting on Arms Control,” Wikipedia, The

Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=Vladivostok_Summit_Meeting_

on_Arms_Control&oldid=861533941 (accessed November 6, 2019).

11- Reuters, “Iraq Leans toward Russia in War on Islamic State”, https://www.reuters.com/article/

us-mideast-crisis-iraq-russia/iraq-leans-toward-russia-in-war-on-islamic-state-idUSKCN0S112120151007,

2015

12- Faisal L. Kadri, “UNCEI-Petition”, http://www.montrealiraqi.com/UN_Petition/index.htm, 2006.

13- Wikipedia contributors, “Russia–Syria relations,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://

en.wikipedia.org/w/index.php?title=Russia%E2%80%93Syria_relations&oldid=868161515 (accessed

November 6, 2019).

14- Wikipedia contributors, “Syria–United States relations,” Wikipedia, The Free Encyclopedia,

https://en.wikipedia.org/w/index.php?

title=Syria%E2%80%93United_States_relations&oldid=870272707 (accessed November 6, 2019).

15- The Atlantic, “Kissinger Order and Chaos”, https://www.theatlantic.com/international/archive/

2016/11/kissinger-order-and-chaos/506876/, 2016.

16- Wikipedia contributors, “2017 Iraqi Kurdistan independence referendum,” Wikipedia, The

Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=2017_Iraqi_Kurdistan_independence_

referendum&oldid=875344247 (accessed November 6, 2019).

17- William Ross-Ashby, “Design for a Brain”, Electronic Engineering, 20, 379-383, December 1948.

18- Editor, “The Nation: A New Concord”, Time Magazine, Feb 18, 1957.

19- Editor, Iraq: “The Pasha”, Time Magazine, June 17, 1957.

20- Wikipedia contributors, “2003 invasion of Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://

en.wikipedia.org/w/index.php?title=2003_invasion_of_Iraq&oldid=875809184 (accessed November

6, 2019).

21- Editor, The Sydney Morning Herald, “France, Germany, Russia offer US trade-off on Iraq” ,

https://www.smh.com.au/world/middle-east/france-germany-russia-offer-us-trade-off-on-iraq-

20030912-gdhdkl.html, Sep 12, 2003.

22- The National, “KDP wins Iraqi Kurdistan elections in vote marred by fraud allegations”, https://www.thenational.ae/world/mena/kdp-wins-iraqi-kurdistan-elections-in-vote-marred-byfraud-allegations-1.782818

23- Wikipedia contributors, “الانتخابات التشريعية العراقية 2018 ” Link to source (accessed November 6, 2019).

24-Shehata, A, “الأحزاب والتيارات السياسية الكردية “

https://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/d761795e-04bd-426e-bd82-3e63d0e2c2b0

(Accessed November 6, 2019).

The End

Framing the Middle East: A Policy Wish List for a Complex Regional System

November 18th, 2019

Faisal L Kadri

Abstract

Re-assigning spheres of influence over the Middle East is old practice for world powers since Sykes-Picot and before. However, the division of spheres of the US and Russia/USSR over Iraq and Syria respectively seems to hold firm for well over half a century; events since 2003 seem to confirm that the division is respected to a significant degree by the international players (the US and Russia), while the regional players (Turkey and Iran) enjoy major influence across each other over the local players (Iraq and Syria).

Introduction

The negotiation of spheres of influence over the territories of the Middle East is an old practice, before the well known agreement of Sykes-Picot in 1916(1). At the time the territory known today as Iraq was assigned to the UK while Syria was assigned to France by mutual agreement. Later, British influence over Iraq was formalized by a mandate in 1921(2) and French mandate over Syria in 1923(3).

British influence continued after the mandate and was formally ended in 1932. However, the influence continued through the authority of the Iraqi politician Nouri Said(4). Said leaned to the side of the UK until the US replaced the UK as the power of influence in the Baghdad pact(6). The US celebrated the shift of position of Iraq and Nouri Said to its side by staging an official visit of the Iraqi Monarch and Prince Regent in 1957, and in mediating between Iraq and Saudi Arabia with a blessing by President Eisenhower (18). The picture of Nouri Said was on the cover of Time Magazine (19) and his rise in favor from a British puppet to the status of a national hero such as Chiang Kai Shek and Syngman Rhee was noted by a well known contemporary British journalist (6). After the 1958 coup in Iraq several military juntas came with leftist leanings and willingness to seek friendship with Russia/USSR. The rule of the juntas ended with the 2003 invasion by the US, where the political influence over Iraqi politics was shared between the US and Iran, with Iran gaining the upper hand due to US policy indecision.

The French mandate over Syria was officially ended in 1946 (5), then its influence gradually eroded until 1956 when Russia began to have significant influence with the sizable supply of military equipment and economic aid (13). The USSR established naval facilities in Tartus, Syria in 1971, then continuously expanded its presence in Syria since 2009(13).

Events in the Middle East since 2003 leave little doubt that the US and Russia respect each others sphere of influence in the region. The complex model suggested here is simplified by the assumption of exclusivity of spheres of influence. The next section will describe the author’s personal framing of political event in the Middle East, then the model of influence is drawn, suggesting that the element accepting the most influence is the emerging territory of Kurdistan, therefore it has the most potential in stabilizing the region. The remaining section will discuss wishful scenarios of implementing a path for peace.

Framing the Middle East Events: Personal Reflections

In 1974 there was a summit meeting in Vladivostok between president Gerald Ford of the Unit- ed States and general secretary of the Soviet Union Leonid Brezhnev, it was known as the “Vladivostok Summit Meeting on Arms Control” (10). The meeting lasted only two days, the second day was devoted to discussions on the Middle East. Although President Ford admitted that there were no major breakthroughs that day, an Iraqi diplomat stationed in London told me that there was an undeclared accord between Henry Kissinger and Andrei Gromyko to define the spheres of influence in the Middle East, the purpose was to reduce the likelihood of direct confrontation in the volatile Middle East. The accord recognizes Syria to be in the Soviet sphere while Iraq is to remain in the U.S. sphere. The mutual benefits of the accord offered both parties what they wanted; it provided Russia with undisputed access to a naval port in the warm waters of the Mediterranean while the US got unchallenged influence over the vast oil resources of Iraq. The Iraqi diplomat lamented that the accord was not to the benefit of Iraq and Syria because it robbed them of the political choice of positive neutrality. Positive neutrality was the policy of choice for non-aligned nations in the 1950’s, where a small or underdeveloped neutral nation at the time such as Egypt, India or Indonesia basically played the influence of east and west against each other in order to get the best economic and military deals for their countries.

There is a relevant concept from the field of cybernetics: Requisite variety(17) describes the relationship between the variety of choice of behaviours (policy alternatives) and environmental challenges to an organism (or an organization), and stipulates that the variety of behaviours must be more than the environmental challenges for survival. Therefore, limiting policy alternatives reduces the ability of the receiving players to regulate their environment, and defining exclusive spheres of influence reduces the ability of local players to regulate and makes them more dependent on their sponsors. It may be tempting for international players to conclude that dividing spheres of influence is a privilege or an exercise of superpower without cost or responsibility, the reality is that local regulation is usually more efficient, less costly and faster than remote control as exercised by international over local players. Therefore the existence of exclusive spheres of influence reduces the self control ability of local players and places more burden on international players.

Previously, in 1972 the Soviet Union under Andrei Kosygin signed an official treaty of friendship and cooperation with Iraq(9), therefore the Vladivostok secret accord may have presented a reversal for US Middle East policy. Historically, Iraq continued leaning toward Russia and to purchase lower priced Russian rather than overpriced US made military hardware during Saddam Hussein’s rule and until 2003 (8). The US influence did not play out in a large way until 2003, perhaps because of the independent minded personality of Saddam Hussein.

The exclusivity of spheres of influence provides ample framing for the events in Iraq and Syria since 2003. The framing leads to simplifying the complexity of the proposed Middle East model of influence. Lets consider the history of crisscrossing attempts of influence; Russia’s influence over Iraq’s event and the US over Syria’s. 
The Iraq invasion led by the US forces with nominal participation from close allies, the political will behind the invasion was driven almost exclusively by the US president. Russia did not substantially challenge the invasion and did not support the Iraqi regime like it did in past confrontations(20). However, in 2003 France Germany and Russia offered the US to downgrade its control in favor of UN control over civil institutions and the elections, but the US secretary of state at the time, Colin Powell, “ridiculed the idea of giving up power” (21). This indicates that the US considered itself indeed the exclusive influencer over Iraq.

The Russian influence in Syria has been consistent and growing since the start of its facilities in Tartus in 1971 and until 2017, when Syria signed a treaty allowing Russia to use and enjoy sovereign jurisdiction over its naval base for 49 years free of charge (13). Whereas the relationship of the US with Syria were “currently nonexistent” (14) and from the highlights of Obama’s loss of credibility when he did not enforce his well known “red line”(15) on the use of chemical weapons to Trump’s surprise withdrawal plan, the US seems to consistently back off from influence over Syria.

Modeling Regional Influence

As a complex system the division between US and Russian streams of influence leads to model simplification from one where all players are connected to each other. Figure 1 shows that there are two somewhat independent streams of influence flowing down from the international sponsors to Iraq and Syria. The regional sponsors (Turkey and Iran) who receive influence from the US and Russia, cross over influences to the local players (Iraq and Syria). Regional and local players co-influence on the territory of Kurdistan, where all regional and local players possess territories with Kurdish majority.





Figure 1 Suggested diagram of major international influence flow in the Middle East.

Notice the imbalance of regional influence over local players; Iran over Syria is not mirrored by political influence of Turkey over Iraq (the existence of substantial Turkish economic benefit does not constitute political influence over Iraq). Also, the US enjoys major influence over Kurdistan while Russia does not. Notice the absence of Israel as a high influence player; “Israel became the first state to endorse an independent Kurdistan”(16) yet the US backed the Iraqi military’s successful takeover of Kirkuk after the Kurdistan independence referendum of 2017 (16), signifying that Israel’s backing is not sufficient to assure the independence of Kurdistan.

The cybernetic explanation of the model of influence is similar to Ross-Ashby’s Homeostat, where a system made of 4 servo motors coupled to each other is investigated and the boundaries of stability are defined (17). Here, the element with the highest coupling is the emergent Kurdistan, which suggests that regional stability should start from a design for Kurdistan borders that is acceptable to all local and regional powers. Two paths for stability are suggested, the first involves the full participation, support and agreement of both the US and Russia, the other excludes Russia and Iran, since the perception of victory by both will make it unlikely to cooperate in the creation of new Kurdistan.

The Three Elements of Stability

1- Stable boundary: Defining the boundary of the emergent Kurdistan should serve the purpose of enhancing regional stability as well as realizing the aspirations of the Kurdish people, so that all parties realize everybody’s goals will not be totally met. Ideally, the international players, the biggest sharks in the pond, should have initial agreement over the future boundaries of independent Kurdistan, then follow the flow of influence and consult with regional then local players before reaching the Kurds for final agreement. In reality, there are several factors that make a two side agreement unlikely and a single side likely, perhaps the most important is the security of the emergent Kurdistan: Kurdistan is a landlocked territory, highly vulnerable by its neighbors, its defense has to depend on external international sponsors. It can exist only as a member of NATO or in the sphere of Russia’s influence. Since Iraqi Kurdistan is already in the Iraq US sphere, it is likely to stay under US influence, unless US foreign policy commits another policy foolishness! Kurdistan will not be the only country in the Middle East that depends on international (implied) guarantees, Lebanon and Israel are examples. However, it should be understood that the guarantees mean limitations on the emergent country’s policies.

2- Valid popular representation: Fraud and misrepresentation fraught elections in the region in general and in Iraq after 2003 in particular, where there is strong US influence. My personal contribution in support of a fraud-free representation was a petition for UN run Census and Elections in Iraq (12). The petition received limited popular support and the endorsement of only one socialist Canadian party (NDP). The Iraqi popular awareness of fraud contributed in popular boycotting the 2018 elections(23). However, the position of the US government under republican and democratic administrations was the same: To overlook fraud and to form government by consensus no matter how widespread is fraud. It seemed to me that no one in the US cared, but recently, I found that Dr. Henry Kissinger supported international supervision of the Iraqi elections, I quote from his interview: “it was right to overthrow Saddam, but the democratization of Iraq should have been a multi- lateral international effort, if undertaken at all. It should not have remained an exclusively American undertaking” (15). This was surprising from a well know right wing politician and proves that international supervision of the elections is not an expression of liberalism or conservatism, it is a realistic requirement for establishing the validity of popular representation in Iraq or in Kurdistan.

3- Fair distribution of water: Linking the creation of the emergent Kurdish state with the ratification of a water treaty is vital to its success, without it there is no compensation for loss of territory for the local players, both of which are located downstream. Recent climate conditions (excessive rain and floods) indicate that the problem may not be in long term drought but in controlling extreme transients. A treaty that regulates the distribution of water in times of calm and in crises is economically and politically sensible, and an insurance policy against large migrations across borders of small nations due to natural disasters.

What’s in it for Me? The Cybernetics of Politics

Second Order Cybernetics (SOC) is the current philosophy of choice for cyberneticians, it is often described as: observing the observer, where reality is constructed from internal concepts within the observer rather that from assumed external objective reality. The cybernetics angle may be described as a kind of political empathy, where reality is relative in the eye of the political observer/player. The task of the cybernetician is to personify the players and investigate their motivation and sense of reality, emphasizing the differences. Knowing the motivation and sense of reality of each player should help in customizing messages for action. The following are glimpses of what may be the cybernetics of Middle East politics.

  • The USA: Probably sees the Middle East at present as an oil well surrounded by sink holes for funds and dangerous traps for its military! The US has lost influence in Iraq, rendered itself almost irrelevant in Syria, has tenuous relationship with Turkey its NATO ally, boycotted Iran and left the initiative for action in the region to Russia. Since the US still has influence over Iraqi Kurds, creating a smaller Kurdistan is one of very few areas where the US could take the initiative and achieve long-lasting effect on stability.
  • Russia: Has invested enormously in Syria and sees the war as already won, but peace could be more costly and dangerous than war as the events in post 2003 Iraq have shown. Russia created total dependency for the Assad dynasty, in the long run Syria will also be dependent on Russian economic assistance! There is probably no short term motivation compelling Russia to negotiate over the Middle East, but Russia may be better than the US in seeing middle and long term benefits.
  • Turkey: Turkey’s position has always been to deny Kurdish independence, but it has a lot to benefit from a smaller independent Kurdistan. All Kurdish extremists and perceived terrorists could be offered Kurdish citizenship and allowed to travel legally to a friendly Kurdish neighbor. The water treaty and an independent Kurdistan may balance each other vis-a-vis regional players; a withholding of downstream water share could trigger unfriendly destabilizing response from the local players or Kurdistan.
  • Iran: Is another player who sees itself currently as a winner in regional struggle, therefore unlikely to yield in negotiations with the US, specially while under US sanctions. Iran has strong political influence over Iraq and over a section of Iraqi Kurdistan, the creation of an independent Kurdistan could be a significant positive development for Iran. If done in cooperation, so that Iran will allow part of its territory to be under independent Kurdish control and will sign a water treaty with Iraq and Kurdistan, then the development will be stabilizing for Iran. If on the other hand Iran selects confrontation then Kurdistan will need powerful guarantees by international players for its security against possible existential Iranian threats.
  • Iraq: Is poised to lose a large piece of its territory for an independent Kurdistan, this is particularly hard accept by traditional Middle Eastern politicians. The territorial loss has to be offset by retaining oil income from Kerkuk and by ratifying a regional water treaty that retains free flow of the Tigris and Euphrates. A water treaty is an essential part of the compensation and constitutes a high priority necessity for Iraq’s development and stability.
  • Syria: With or without the Assad dynasty, Syria is deeply indebted to Russia and therefore will accept its influence. The Kurds constitute lower percentage in Syria than in Iraq and are distributed over two disconnected territories. It seems unlikely that Turkey and the government of Syria will buckle to the wishes of the Syrian Kurds for a contiguous nation from Iraqi Kurdistan to the Mediterranean. However, Syria’s inclusion in a water treaty will be necessary for regional stability and security.
  • Emergent Kurdistan: The Iraqi Kurdish leaders’ sense of reality is marred by overblown ambitions and shortsighted strategy of conquest of “disputed territories” in Iraq. Like any divorce, a separation is a compromise between two parties, not dictations by the less powerful party! Iraqi Kurdistan is a landlocked mountainous territory, this geopolitical condition constitutes undeniable long term disadvantage in economic and military standing vis-a-vis its much larger neighbors. A national Kurdish foreign policy other than declared dependence on external resources may not be tenable, which will necessarily lead to the loss of policy choice alternatives. Kurdish population across host countries contains many political parties(24), perhaps the most media present are three: Kurdistan Democratic Party (KDP) led by the Barzani dynasty in Irbil, the Patriotic Union of Kurdistan (PUK) with the fragile leadership of the Talbani dynasty, then there is the left wing Kurdistan Workers Party (PKK) in Turkey, identified by its imprisoned leader Abdullah Ocalan. The political cohesion between these and many other parties is not strong; there are many undemocratic practices between self described Democratic parties! If we add this factor to the inevitability of neighbors threats then we would probably conclude that military dictatorship is the most likely long term form of government.

Elections and referendums in Iraqi Kurdistan since 2003 were coerced by the ruling parties (cf. 22). UN run processes are necessary for legitimate results. Mixed affiliation data may be substantial without coercion and fraud, and the accommodation for dual and multiple citizenship requests should be possible in today’s climate.

Conclusions

An overview of the major international influences in the Middle East led to a simplified model of influence with two somewhat independent paths, the paths meet in the element which represents Kurdistan, a player in waiting for a definition of borders and supporting treaties. Since Kurdistan receives significant influence from most players in the region, it shows potential to act as a stabilizer and a moderator of all influences.

The creation of a new sovereign state in the middle of antagonistic neighbors is not a simple matter, if only left to the result of a referendum run by Iraqi Kurdish authorities then the new state will probably have closed borders on all sides and a status similar to Berlin after the Second World War. I suggest that the size and borders of the new Kurdistan is a major factor in formulating its foreign policies and its status in the region. A larger Kurdistan, commensurate with the highest ambitions of its leaders, could lead to internationally neutral but regionally provocative policies, while a smaller Kurdistan will have to depend on international guarantees for its sovereignty.

However, three significant factors make the emergence of larger Kurdistan from two sides agreement improbable:

  • The regional players view their own nationalist Kurds as essentially terrorists, a larger Kurdistan means heavy concessions by the regional players to what they perceive as terrorists.
  • The observed pattern of exclusive spheres of influence leads to the expectation that a single side solution is more likely to succeed than an accommodation between the international players.
  • Russia and Iran have a sense of victory in Syria, thus unlikely to accept concessions regarding Syria’s Kurdistan.

A likely one-side solution is not without cautionary warnings, here is a wish list with major risks:

  • A UN mandate for a plebiscite on the future of Iraq. A process led by the US without UN approval may cause polarization of Iraqi public opinion against it.
  • Negotiating borders, financial independence, dual citizenship and Turkish participation subject to plebiscite data. Without UN validated data the Kurdistan government referendum be- comes the cornerstone of the negotiation.
  • Negotiating a water treaty between Turkey, Iraq and Kurdistan. The water treaty moderates confrontations and limits policy extremism.
  • Scheduling time table for transfer of territorial control, foreign representation and other sharing of resources. Otherwise, open ended postponements through creation of committees serves corruption and leads to instability.

Negotiating international guarantees for Kurdistan. Without guarantees and policy oversight Iraqi Kurdistan will probably succumb to regional threats and fragment into conflicting entities in Irbil and Sulaimania, falling eventually under the hegemony of Turkey and Iran.

Finally I would like to compare side-by-side two positions of US politicians: Colin Powell and Henry Kissinger; the first refused UN supervision over Iraqi elections, the second called for international supervision. The first is a military leader, the second is a political genius. The comparison makes it so clear that US policy in the Middle East depends on military rather than political vision, and the decision maker in Iraq was and still is the Pentagon, which goes a long way to explain its failure. I believe the independence of Kurdistan should be reached by political rather than military vision as seen by the leaders of Iraqi Kurdistan, and if they insist on their short sighted military vision then they will only repeat US failures as before.

References

1- Wikipedia contributors, “Sykes–Picot Agreement,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php? title=Sykes%E2%80%93Picot_Agreement&oldid=874928179 (accessed December 25, 2018).

2- Wikipedia contributors, “Mandatory Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https:// en.wikipedia.org/w/index.php?title=Mandatory_Iraq&oldid=875023571 (accessed December 25, 2018).

3- Wikipedia contributors, “French Mandate for Syria and the Lebanon,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=French_Mandate_for_Syri- a_and_the_Lebanon&oldid=869864925 (accessed December 25, 2018).

4- Encyclopaedia Britannica Editors, “Nuri as-Said,” Encyclopaedia Britannica, https:// www.britannica.com/biography/Nuri-as-Said, (accessed December 25, 2018)

5- Wikipedia contributors, “Modern history of Syria,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=Modern_history_of_Syria&oldid=872835049 (ac- cessed December 25, 2018).

6- Paul Johnson, Journey Into Chaos, Western Policy in the Middle East. London: MacGibbons and Kee, 1958. PP 76.

7- William Quandt, Force Without War. Washington: Brookings Institute, 1978. PP 232-253.

8- Wikipedia contributors, “20th-century history of Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=20th-century_history_of_Iraq&oldid=869599991 (accessed December 25, 2018).

9- Wikipedia contributors, “Alexei Kosygin,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https:// en.wikipedia.org/w/index.php?title=Alexei_Kosygin&oldid=873933658 (accessed December 26, 2018).

10- Wikipedia contributors, “Vladivostok Summit Meeting on Arms Control,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=Vladivostok_Summit_Meet- ing_on_Arms_Control&oldid=861533941 (accessed December 30, 2018).

11- Reuters, “Iraq Leans Toward Russia in War on Islamic State”, https://www.reuters.com/ar- ticle/us-mideast-crisis-iraq-russia/iraq-leans-toward-russia-in-war-on-islamic-state-idUSKC- N0S112120151007, 2015

12- Faisal L. Kadri, “UNCEI-Petition”, http://www.montrealiraqi.com/UN_Petition/index.htm, 2017

13- Wikipedia contributors, “Russia–Syria relations,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https:// en.wikipedia.org/w/index.php?title=Russia%E2%80%93Syria_relations&oldid=868161515 (ac- cessed December 28, 2018).

14- Wikipedia contributors, “Syria–United States relations,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php? title=Syria%E2%80%93United_States_relations&oldid=870272707 (accessed December 28, 2018).

15- The Atlantic, “Kissinger Order and Chaos”, https://www.theatlantic.com/international/ar- chive/2016/11/kissinger-order-and-chaos/506876/, 2016.

16- Wikipedia contributors, “2017 Iraqi Kurdistan independence referendum,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https://en.wikipedia.org/w/index.php?title=2017_Iraqi_Kurdistan_indepen- dence_referendum&oldid=875344247 (accessed December 28, 2018).

17- William Ross-Ashby, “Design for a Brain”, Electronic Engineering, 20, 379-383, December 1948.

18- Editor, “The Nation: A New Concord”, Time Magazine, Feb 18, 1957. 19- Editor, Iraq: “The Pasha”, Time Magazine, June 17, 1957.

20- Wikipedia contributors, “2003 invasion of Iraq,” Wikipedia, The Free Encyclopedia, https:// en.wikipedia.org/w/index.php?title=2003_invasion_of_Iraq&oldid=875809184 (accessed De- cember 31, 2018).

21- Editor, The Sydney Morning Herald, “France, Germany, Russia offer US trade-off on Iraq” , https://www.smh.com.au/world/middle-east/france-germany-russia-offer-us-trade-off-on-iraq- 20030912-gdhdkl.html, Sep 12, 2003.

22- The National, “KDP wins Iraqi Kurdistan elections in vote marred by fraud allegations”, https://www.thenational.ae/world/mena/kdp-wins-iraqi-kurdistan-elections-in-vote-marred-by- fraud-allegations-1.782818

23- Wikipedia contributors, “الانتخابات التشريعية العراقية 2018 ” Web Page Link (accessed November 6, 2019).

24-Shehata, A, “الأحزاب والتيارات السياسية الكردية “
https://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/d761795e-04bd-426e-bd82-3e63d0e2c2b0 (Accessed November 6, 2019).

The End

الشرق الأوسط في مناخ المستقبل

May 15th, 2019

إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو ينسب للعالم الفلكي الكويتي صالح العجيري، وقد لا يكون الفيديو بصوته. يتحدث الفيديو عن كتاب يتنبأ بكوارث زلزالية سوف تصيب العالم ويركز المتحدث على منطقة الشرق الأوسط. مؤلف الكتاب الرئيسي أمريكي إسمه جون كيسي وهو من العلماء الذين يقللون من أهمية نظرية الاحتباس الحراري ويعتقد أن المناخ العالمي سوف يتأثر بدرجة اكثر بالبقع الشمسية. دفعني إهتمام قراء المواقع إلى تحري مصداقية الفيديو والكتاب فوجدت ما يلي.

وجدت أن هنالك آليات ونظريات عديدة لتفسير التغيرات المناخية ولا يوجد إجماع بين العلماء على مدى تأثير أي منها أو صلاحيتها على التنبؤ عما سوف يحدث في المناخ محلياً أو عالمياً. لكن الأغلبية العظمى من العلماء والسياسيين يتفقون على أهمية نظرية الإحتباس الحراري، التي تربط الزيادة في درجات الحرارة وتذبذب الطقس والأمطار والسيول بزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون والغازات الحرارية في الجو.ولعل من أخطر مظاهر الإحتباس الحراري هو ظاهرة إرتفاع منسوب مياه البحر، حيث يهدد مناطق ساحلية عديدة بالغرق. موضوع إرتفاع منسوب البحر أصبح متشعباً وهنالك العديد من المقالات التي تتناوله في الحقبة الأخيرة، ما إستخلصته هو أن منسوب البحر سوف يزداد تدريجياً من 60 سنتيمتر إلى متر وعشرون سنتيمتراً في عام 2100.

ولكي نضع هذه الزيادة في إطار منطقة الشرق الأوسط نرى أن تنبؤ الزيادة بمقدار متر واحد سوف تغرق مناطق واسعة في البصرة وخوزستان في أيران كما توضح الصورة أدناه والرابط هنا.

+متر واحد لمستوى البحر
المناطق المهددة بالغرق مع إرتفاع متر واحد لمستوى البحر

لكن الإحتباس الحراري يعني أيضاً زيادة التبخر من مياه البحر وبالتالي زيادة معدلات هطول الأمطار عالمياُ، وهذه الظاهرة ذات أثر عظيم في مناطقنا التي هي في غالبيتها العظمى صحراوية. فإذا إستمرت الأمطار في صحارينا كما رأيناها في الشتاء الماضي لسنين قادمة بحيث تمتلئ خزانات المياه الجوفية الطبيعية وتتكون بحيرات من الماء العذب، في هذه الحالة قد يتغير المناخ القاري في صحارينا إلى مناخ معتدل، وقد نرى تغيرات سكانية وهجرات عكسية وتغيرات سياسية يمليها المناخ. وبالتالي فقد تكون الأمطار أبعد أثراً من زيادة منسوب البحر في الشرق الأوسط. لكن علينا أن نتذكر بأن النظرية تتنبأ بزيادة التذبذب وسعة الفروق في الظواهر المناخية، فالزيادة في غازات الإحتباس الحراري تعني أيضاً عدم الإستقرار.

أما نظرية البقع الشمسية فالمدافعين عنها قلة من العلماء وخلاصتها أن البقع الشمسية تأتي على فترات منتظمة، وتتسبب في حصول عصور جليدية عالمية نتيجة لحجبها جزءً من أشعة الشمس، وبالأمكان الإستدلال على فتراتها من دلائل جيولوجية. لذلك فأن مواقيت البقع الشمسية تخضع لحسابات معروفة وبالأمكان التنبؤ بها بدقة. ونتيجة لنقص الأشعة الشمسية وإنخفاض الحرارة تحصل عصور جليدية وتتقلص كتل اليابسة مما يؤدي إلى زيادة إحتمالات الزلازل وخصوصا على خطوط التماس بين الكتل القارية. توضح الصورة التالية مناطق الزلازل المحتملة ويبدو أن أغلب مناطق أيران وتركيا هي مناطق مهددة، وكذلك سواحل البحر الأبيض المتوسط، لكن المناطق الداخلية والصحراوية تبدو بعيدة عن الزلازل المتوقعة.

أن التنبؤ بمستقبل المناخ ليس علماً مؤكداً، وإنما هو مبني على معرفة مجموعة آليات علمية مناخية تؤدي بعضها إلى زيادة الحرارة والأخرى إلى البرودة، لكننا لا نعلم مواقيت عملها ولا شدة تأثيرها، وقد يحصل أن آليتين قد تعمل بصورة متعاكسة في وقت واحد، لكن هذا ما هو إلا واحد من إحتمالات عديدة ولا نستطيع حتى تقدير إمكانية حصول أي منها في المستقبل البعيد.

The End

آراء متطرفة: الأحزاب الدينية باقية إلى ما شاء الله

May 4th, 2019

تؤدي الفكرة السائدة إلى نقيضتها، ومن ثم إلى فكرة سائدة جديدة تتكون من تركيبة تجمع حسنات الفكرتين. وتؤدي هذه الفكرة المركبة بدورها إلى نقيضتها ثم إلى تركيبة جديدة محسنة عن سابقتها وهكذا دواليك تتطور الفكرة إلى الأحسن إلى أن تصل إلى مرحلة الكمال.
هذه هي خلاصة من فكر هيجل، الفيلسوف الألماني من أوائل القرن التاسع عشر، والمعروفة بالديالكتيكية التاريخية. وهي أيضاً إحدى دعائم الفكر الماركسي الذي يعتقد بأن الأسباب المادية هي المحرك الأساسي لعملية التطور التاريخي هذه.

وفي سياق أحداث اليوم والأمس القريب لا يسعني سوى أن أستعين بما كتبه صديقي العزيز أبو رائد موفق التكريتي في رثاء الأديب العراقي علاء المشذوب الذي أغتيل في كربلاء في 2 شباط فبراير 2019. يقول أبا رائد:

.هكذا يولد الضد من رحم المعاناة والموت والمطاردة
من رحم العثمانيين ولدت الدولة المدنية والحركة المدنية العراقية
العثمانيون تركوا في بغداد مساجد اكثر من المدارس فأنكب العراقيون على تأسيس المدارس ونادى الشعراء بحقوق المرأة والسفور
ومن العهد الملكي ولد الحزب الشيوعي فكل من عارض اتهم بذلك
ومن رحم الحقبة الجمهورية الأولى ولد البعث لان المايصفك عفلقي
ولا اعتقد ان حملة دعاية قام بها نظام لحزب مثل الدعاية التي قدمها النظام السابق لحزب الدعوة
وهكذا ولد حزب الدعوة أكبر من حجمه بسبب الهرمونات التي ضخها النظام السابق في خيال الناس
والى روح الرواءي علاء المشذوب القتيل في كربلاء اقول من رحم كفنك النقي سيولد عراق نقي جديد
عراق نلوذ به من عاديات الزمن ونستظل بنخلاته الباسقات ونتغنى فيه بحروفك الجميلة
ارقد بسلام وسكينة فدمك سينبت حرية وانسانا وانسانية وعراقا أكبر

فالفكرة تؤدي إلى نقيضتها ، والحكم الجائر يؤدي إلى حكم معارضيه، وهذه ظاهرة يعرفها العراقيون جيدا وخصوصاً من عاش في ظلال الإنقلابات خلال السبعين عاماً الماضية، وحتى فيما سبقها لأن حركة القومية العربية التي أدت إلى نشوء الدولة العراقية تحت لواء فيصل الأول ما نمت إلا بعد “المعاناة والموت والمطاردة” من قبل جمال السفاح وأعوانه من القوميين الأتراك.

ولكن هنالك خلل في ظاهرة تعاقب المتضادات في العراق، فالنظرية الأصلية تتوقع أن تتحسن الأفكار أو الأحكام مع كل مرحلة جديدة في حين أن واقع الشعب العراقي يزداد سوءً مع كل إنقلاب جديد، وهذا أمر لاحظه الكثير من العراقيين وكأن التاريخ يثبت بأن مجتمعنا لا يتعلم من أخطائه، بل ويزداد جهلاً وإنخداعاً مع كل مرحلة سياسية جديدة.

كنا ندعو الله أن يزول الحاكم بعد كل إنقلاب والآن ندعو لزوال الأحزاب الدينية وكأن نقائضها ستكون أحسن منها. أن أحزاب الأضداد للأحزاب الدينية من داخل الحكم وخارجه، من دواعش إلى الأحزاب اليسارية والشيوعية إلى البعث، عملت وسوف تعمل بنفس طريقة الأحزاب الدينية وهي ضرب وإستبعاد المعارضة الحقيقية وهي بذلك تحمي نفسها من المسائلة حين يؤول الحكم إليها. أن التوافق السياسي الذي تبنته الولايات المتحدة في العراق أدى إلى إستبعاد المعارضة الحقيقية فأصبحت العملية السياسية بلا حساب، فعلينا أن نعي ونحدد ما يخافه ويحاربه الفاسدون وهو العدالة و المحاسبة. لقد إستشهد علاء المشذوب وغيره من الأدباء والمثقفين ليس من أجل تغيير الفاسدين من الأحزاب الدينية بفاسدين من أحزاب أخرى ولكن من أجل العدالة ومحاسبة المجرمين والسراق، وهذه لا تأتي نتيجة لإستبعاد المعارضة وإسكات المظلومين والجائعين، بل نتيجة لوجود معارضة حقيقية وأصوات حرة لا تقبل السكوت سواءً كانت دينية أو غير ذلك.

تبنى صديق عزيز نداءً يدعو إلى منع إستعمال الدين للأغراض السياسية، أي إلى إستبعاد الأحزاب الدينية من العمل السياسي، وطلب مني التأييد في ندائه هذا. بغض النظر عن الأسباب العملية التي تجعل من إستبعاد الأحزاب الدينية أمراً من شبه المستحيل، فأنني لا أستطيع القبول بمبدأ إستبعاد الأحزاب الدينية، أولاً لأنه سوف يقوض آلية المحاسبة والعدالة ويفتح المجال أمام تعاقب السلطة بدون محاسبة الفاسدين وثانياً لأنه سوف يدين من ينتمي لهذه الأحزاب ويمنعهم من ممارسة حقوقهم لمجرد الإنتماء، وهذا شر أشد من معاقبة الأحزاب لأنها تقع ظلماً على الأفراد وتمنعهم من حق الإختيار.

أن إستبعاد الأحزاب الدينية سوف يؤدي إلى تسييس محاسبتهم على أخطائهم ونسيانها، لذلك أقول أنها باقية طالما كان لها رصيد من التأييد الشعبي، فلا أحد يستطيع إنكار حق المواطن في إختيار من يريده أو تجريمه لمجرد الإنتماء، سواء كانت لأحزاب اليمين أو اليسار.

أو كما قال أحد الحكماء: “ما من شيء أفضل للتقدم من وجود معارضين أقوياء”

The End

Upheaval in the Middle East

May 3rd, 2019

I viewed an alarmist video on you-tube, the clip promoted a book published in December 2016 by Dr. John Casey et al. titled Upheaval. The book suggests that sunspot cycles correlate with the onset of geological ice ages, and since a new cycle of sunspot proliferation is about to begin, so will a new ice age and a period of catastrophic earthquakes.

Dr. Casey minimizes the effect of greenhouse gases on global warming, and promotes a theory that climate change and earthquakes are caused in large part by solar hibernation, or periods of proliferation of sunspots. I will place these two mechanism in perspective.

I attended an ISSS conference in Denver, CO in 1992. A very knowledgeable speaker summarized current knowledge as being aware of about twenty mechanisms leading to global warming and twenty more leading to cooling, the scientists at the time just did not know which mechanisms will kick in and be active in contributing to climate change. I am sure some of my old friends at ISSS and ASC will remember the talk. I was impressed by this argument because it cited multiple factors or causes, it did not single out only one and sensationalized its effect. I believe this is the way modern science should be understood and presented to lay people. The speaker gave the audience good perspective and concluded that world climate will probably become less stable no matter which mechanism activates; sharper and deeper swings in temperature, wind and precipitation are to be expected in all cases.

Greenhouse gases and solar activity are behind two mechanisms with different effects. The believers in global warming due to greenhouse gases greatly outnumber the solar activity activists. Among many observations, global warming activists point out to the fact that 18 out of 19 warmest years on record happened since 1998. Perhaps the most catastrophic global warming effect is sea level rising which threatens to drown many low lying areas of the world. Alexandria, Egypt is threatened but most of the surface area of the smaller gulf states is not threatened by the 5-6 metres rise. Other Gulf areas with higher vulnerability include the city of Basrah in Iraq and much of the province of Khuzistan in Iran. Another greenhouse catastrophe with Middle Eastern manifestation is the recent rain and floods. The floods of 2019 in Iran and Iraq were devastating, as well as in Kuwait and in the UAE.

A convincing greenhouse effect activist is David Wallace-Wells, who published a widely read article in the July 2017 issue of the New York Magazine. High among the catastrophes is the melting of permafrost layer and the addition of methane gas to the atmosphere. Wallace-Wells explained the destabilizing effect of global warming, where warming can accelerate due to multiple factors. In particular for the Middle East, the article cites some speculators who think that “the elevated level of strife across the Middle East over the past generation reflects the pressures of global warming” and “in 2015 the heat index registered temperatures as high as 163 degrees Fahrenheit (72 C ?).” And “As soon as several decades from now, the hajj will become physically impossible for the 2 million Muslims who make the pilgrimage each year.”

However, climate cooling due to solar activity is a different mechanism. The proliferation of sun spots in cycles means solar radiation on earth will also diminish. Less sun rays means colder climate, that makes sense. And the reliability of sunspots is fairly established from millennia of geological observations, therefore we are pretty sure that sunspots will come on time and cause the surface of the earth to cool, and shrinkage of the earth crust due to cooling could cause earthquakes along fault lines. This line of logical thinking, the ice age mechanism, does not negate the global warming mechanism and begs the question: What if both mechanisms kick in at the same time? The two Godzillas, global warming against ice age. I think their interaction will be complex; the effect of warming and cooling may not always cancel out.

My speculation will be based on the thermal dynamics of earth surface; slow changing parts with large mass, such as the world oceans, permafrost layer and arctic/antarctic ice caps, will cancel out as the small jolts of temperature rises accumulate. But fast atmospheric phenomena will act separately and continue destabilizing. I am not a specialist and I haven’t red all the literature; I have no fear of being proved wrong in predicting world climate. I just want to contribute my penny’s worth. So, I am predicting a reprieve from sea level rising and slower depletion of permafrost, but I think precipitation, temperature swings and floods will increase on a global scale.


As far as the Middle East goes, with increasing precipitation I think the scenario of blooming deserts will become feasible. The higher precipitation and availability of water may temper the dryness and swing of temperature, a more moderate desert climate fit for agriculture may not be far fetched. Earthquakes may increase but the fault line where quakes are most likely to strike passes through south east Iran and eastern Turkey, it will largely miss the gulf states and the rest of the Middle East and North Africa.

The political consequences of such changes may be even more speculative and colorful, could it be that we will see reverse immigration of Europeans and North Americans back to the Middle East? Surprises happen.

The End

آراء متطرفة بمناسبة الذكرى المئوية لمؤتمر فرساي: جاء الإنكليز بفيصل الأول.. وبعدين؟

April 21st, 2019

يبدو لي أن العديد من العراقيين يرددون مقولة أن الإنكليز جائوا بفيصل الأول ملكاً على العراق وكأن الأمر حدث بدون مسببات سوى إرادة الإنكليز بالإستعمار وبالمنفعة الذاتية. سوف أبتدئ الرد بسرد عن الماركسية مما قد يبدو غريباً وليس ذو علاقة بتتويج فيصل الأول لأول وهلة.

لا تزال الماركسية كإيديولوجية تلقى الإهتمام في الأوساط الأكاديمية. سؤل أحد أساتذة الفلسفة عن كيفية التغير في فهم الشيوعية منذ إعلان المانيفستو في أواخر القرن التاسع عشر . قال : كانت الماركسية تنظر للأحداث التاريخة وكأنها نتيجة حتمية للعوامل المادية بنسبة 100% وكأن العوامل الأخرى ليس لها وجود، وأصبحت في أواسط القرن العشرين تفسر التاريخ عند النخبة من المفكرين بنسبة 50%. لكن العوامل المادية تبدو الآن بعد التمعين والتدقيق غير قادرة إلا على تفسير 30% من الأحداث التاريخية، صحيح أنها أهم من العوامل الأخرى لكن أصبحنا اليوم نرى تراكم تأثير بقية العوامل الإجتماعية والتاريخية التي لا ترجع للمادية.

وفي سياق المقارنة بين حداثة الفهم وأصوله القديمة لا يسعني سوى الرجوع إلى مجادلات الراحل الدكتور علي الوردي في الخمسينات من القرن الماضي. علي الوردي قارن بين الفكر الحديث الذي تبناه والذي يتقبل بتعدد الأسباب للأحداث والظواهر الإجتماعية وبين النظرة البدائية التي تسود في مجتمعاتنا العشائرية والتي ترجع الأحداث والظواهر لسبب واحد. فمثلاً ذكر في مقدمة كتابه “مهزلة العقل البشري” عن ناقديه : يجب أن نلتفت إلى ناحية غفل عنها إخواننا من أرباب التفكير القديم، فهم يدرسون الظواهر الإجتماعية على أساس التعارض بين الوجود والعدم فيها. وهذا ما يعرف عندهم بقانون “الوسط المرفوع”. والباحثون المحدثون لا يؤمنون بهذا القانون. فليست عندهم ثنائية منفصلة يتراوح الشئ فيها بين الوجود والعدم. وهم حين يدرسون أية ظاهرة إجتماعية يراعون فيها نسبة التزايد والتناقص. فالإنحراف أو البغاء أو الجريمة أو ما أشبه من المشكلات الإجتماعية لا تنشأ من سبب واحد. وليس هنالك من يستطيع القضاء عليها قضاءً تاماً.

وأنني لا أبتدع أمراً جديداً حين أدعو للنظر بما جاء بفيصل الأول على طريقة علي الوردي، وما أنا إلا سائر على نهجه وطريقتة الحديثة في فهم الأمور والأحداث السياسية.

يردد “إخواننا من أرباب التفكير القديم” بأن الإنكليز جائوا بفيصل الأول بإعتبار أن هذه حقيقة لا يجوز نقاشها. طبعا هذا الطرح هو تجسيد ثنائية الوجود والعدم بعينها، فالأنكليز بنظرهم جائوا بفيصل بإرادتهم ولأسبابهم التي هي منفعية بحتة وهذا يكفي عندهم للإقتناع، ولا يوجد عند أرباب الفكر القديم ما يستحق الذكر من مسببات أخرى وكأن هذا القرار جاء بلا خلفية تاريخية أو من العدم. وليس بوسعي الإدعاء بأن الميس بل مثلاً لم تكن أحد أهم الداعين لولاية فيصل الأول، وبالتالي فقد كانت سبباً مباشراً لإنتقائه من بين المرشحين الآخرين، لكنني أتسائل عن تأثير الأحداث التاريخية والعوامل الأخرى التي ساهمت في نجاح ترشيحه وفشل الآخرين؟

 1919 الوفد العربي لمؤتمر فرساي

1919 الوفد العربي لمؤتمر فرساي

ليس من عادة الأحداث التاريخية أن تأتي بطفرة، أي منفصلة عما سبقها، وإنما تحصل غالباً نتيجة لتراكمات وإستمرارية لأحداث سابقة. والنظرة التي تستشهد برسائل الميس بل كنقطة بداية ليست كافية لتفسير ما حصل بعدها بفترة قصيرة. فتيارات القومية العربية تعود لأواخر القرن التاسع عشر ومركز الأمير فيصل القيادي في هذه التيارات كان واضحا قبل بداية الحرب العالمية الأولى، وقيادة الجيش العربي الذي قاتل إلى جانب الحلفاء كانت للأمير فيصل بلا منازع. ودخول الوفد العربي مؤتمر فرساي في عام 1919 كان إعترافاً بمساهمة الجيش العربي القتالية وبقيادة الأمير فيصل له.

تحسين قدري يتأمل ذكرياته وصورة الوفد العربي

تحسين قدري في 1975: صورة داخل الصورة

لقد دخل الأمير فيصل مؤتمر النصر للحرب العالمية الأولى بالإستحقاق القتالي وتوج ملكا على سوريا وبعدها على العراق بالإستحقاق القتالي، وهذه الحقيقة هي أعمق من إدعاءات أرباب التفكير القديم ودعاة نظرية المؤامرة، الذين أعطوا بريطانيا قدرات أسطورية خارقة ولم يتركوا هامشاً للإرادة العربية.

The End

آراء متطرفة: الدكتاتور القادم سوف لن يكون صالحاً

April 1st, 2019

الرأي السائد في المجتمع العراقي أصبح أن الديمقراطية لا تصلح لنا، وأن الحل يكمن في البحث عن دكتاتوراً صالحاً يفرض الإصلاح بالقوة ويكافح الفساد بالأمر الإداري المباشر ويبسط الأمن في البلاد بقيادة المعارك بنفسه ..

تجسد هذا الرأي في الإنتخابات البرلمانية السابقة، حيث قاطعها أغلبية الناخبين وإنكشف التزوير لدرجة لم يسبق لها مثيل وبلغ الإحباط ذروته. ومع الشعور بالإحباط تأتي تخيلات واسعة بإمكانية التوصل لحلول سهلة لمشاكلنا العويصة ومن هذه التخيلات نتصور بأن بالإمكان تحضير دكتاتور صالح له أفضل ما في قادة الإنقلابات السابقين، وهذا القائد المتمكن الشبيه بالمهدي المنتظر هو القادر على حل جميع مشاكلنا ببطولة منقطعة النظير.

لكن الواقع المرير هو أننا لم نحظى بأي دكتاتور صالح لجميع طوائف الشعب منذ بداية الحكم الجمهوري في 1958، ومن بين الرؤساء الذين أظهروا شيئاً من الصلاح لا نجد من داموا في الحكم من أجل تحقيق إصلاحاتهم. لذا فأن التوقعات بقدوم الدكتاتور الصالح القادر على تحقيق إصلاحاته تبدو بعيدة عن الواقع، بل أن الدكتاتور المزمع لو جاء فإنه لن يبقى إلا بالتوافق بين التمساحين الخائضين في المستنقع العراقي: إيران وأمريكا. إي أنه سوف يكون عميلا مزدوجاً وإلا فلن يكون..

الحل ليس في الدعوة إلى الدكتاتور الصالح عن طريق الديمقراطية أو الإنقلاب ومن ثم العمل على ديمومته. الحل الدائم يكمن في القضاء على التزوير وإستخدام الديمقراطية لما هي صممت من أجله أصلاً، وذلك هو التغيير السلمي والشرعي للسلطة. والتعاقب السلمي حسب الإرادة الحقيقية للشعب هو الكفيل بتحقيق الإصلاح. لقد أساء التزوير للعملية الديمقراطية منذ 2003 وأدى إلى فقدان المهمة الأساسية لها وأصبحت الديمقراطية مجرد وسيلة لإستمرار الحكم عوضاً عن تغييره. والقضاء على التزوير لن يأتي من الداخل فتوافق القوى الذي تبنته الولايات المتحدة متوافق على التزوير وعلى تقسيم الكعكة بينهم بالتراضي. نحتاج أما إلى توافق جديد أو لإشراف الأمم المتحدة على العملية الإنتخابية.

أن التطرف بالرأي لا يحتاج بالضرورة لمواقف تدعو إلى العنف، فالتطرف قد يأتي نتيجة لغرابة الرأي في نظر الأغلبية التي لا تتفق معه، وما ندعو له هو في الواقع رأي معتدل لكنه قد يبدو غريباً عند معظم العراقيين. أنه التطرف بالإعتدال!

The End

آراء متطرفة: بين قاسم وصدام

March 21st, 2019

عبد الكريم قاسم كان زعيما شعبيا بين 1958 و 1963 جاء إلى سدة الحكم بإنقلاب عسكري على الملكية، وسرعان ما أيدته حشود واسعة من الشعب العراقي الذي كان في حالة إستعداد لتقبل التغيير في الإتجاه السياسي المحافظ للحكم الملكي. ألغى عبد الكريم قاسم الدستور ثم إنقلب على حلفائه القوميين وبعد أن ترك العنان لليساريين في البداية للتمادي في أعمال العنف إنقلب عليهم . واليوم وبعد أكثر من خمسون عاماً يتذكره الكثيرون كزعيم الفقراء فقد إستحق بجدارة مشاعر العرفان من شرائح واسعة من المحرومين الذين إستلموا الوظائف الحكومية والمساكن في عهده.

في المقابل هنالك صدام حسين الذي ساهم في الإنقلاب الذي أطاح بقاسم في عام 1963 ثم في عام 1968 على عبد الرحمن عارف واستلم مقاليد الحكم تدريجياً إلى أن أصبح فعلياً الحاكم المطلق، وإنقلب هو الآخر على رفاقه البعثيين وعلى الشيوعيين الذين إستمالهم بالمناصب، لكنه كان عروبياً وساعد الكثيرين من العرب غير العراقيين بالمنح الدراسية وفتح المجال أمامهم للعمل والإستقرار في العراق، وجائت النتيجة الطبيعية لهذه الأعمال بمشاعر العرفان من الكثير من قادة الفكر في العالم العربي الذين تثقفوا وتخرجوا من الجامعات العراقية.

يتعاطف الكثيرون من العراقيين مع ذكرى قاسم بسبب مساندته للفقراء لكنهم أنفسهم لا يتفهمون سبب تعاطف الشارع العربي مع ذكرى صدام. فالمسببات الأقوى في الحالتين هي الشعور بالعرفان ورد الجميل على الإحسان لكنه حلال علينا نحن العراقيون وحرام على الآخرين من العرب.

كلا الزعيمين أصبح جزءً من تاريخ العراق والشرق الأوسط بحسناتهم وسيئاتهم لكن أتباعهم لا يزالون يحاربون معاركهم الجانبية الإنقلابية على الحلفاء السابقين ويتهمون بعضهم البعض بالتطرف. ياللتطرف!

The End