نوري الحزين

October 28th, 2012

هنالك العديد من المقالات الجديدة التي تستذكر تاريخ العراق السياسي وخصوصا في فترة الحرب العالمية الثانية، وتشير إلى كيفية تغير السياسة بعد وفاة المغفور له فيصل الأول الذي أكد على وحدة الشعب ونبذ الطائفية وإرساء المجتمع المدني ومؤسسات الدولة والأعتماد على هذه المؤسسات لتحقيق الأستقرار، وقد تغير هذا في سياسة نوري السعيد والوصي بعد وفاته في الأعتماد على الدعم البريطاني لأستقرار الحكم، مما أدى إلى بعض الممارسات القمعية والمواجهات في حركة رشيد عالي، ثم الأنتخابات التي تم فيها سلب الحزب الشيوعي من نجاحاته، وقد أدى ذلك إلى إزدياد قوة الشيوعيين ومصداقيتهم وقيل أن هذا الحدث كان من أهم الأسباب التي أدت إلى ثورة 14 تموز، وبذلك فقد ساهمت سياسات نوري السعيد في سقوط الملكية ذاتها.

ولسنا في صدد إعادة شن معارك قد إنقضت ولا إلى المفاضلة بين الحاظر والماضي لكننا نلاحظ أن التاريخ يعيد نفسه في سياق محدد، فالإعتماد على التدخلات الأجنبية والموازنات بين القوى الخارجية التي جميعها لا تريد مصلحة العراق ولا إستقراره قد أصبح سمة الهرم السياسي من رأسه حتى أخمص قدميه.

ولم يكن نوري السعيد يتبع سياسة الإعتماد على دعم الأنكليز عن جهل أو إبتغاء لمصلحة ضيقة، فكانت بريطانيا في ذلك العهد القوة الكبرى وتدافع عن مصالحها بأساطيلها وعلاقاتها وكان الجنيه الأسترليني في قوة ومكانة الدولار الأمريكي حاليا، والأهم من كل ذلك كان من المتوقع إستمرار الهيمنة البريطانية أو على الأقل عدم إنهيارها بسرعة، ولو أردنا المقارنة مع المنطق المتبع لتبرير أصطفاف العراق في محور أيران-سوريا-روسيا لوجدنا أن عاملا الأستمرارية والدور العالمي غائبان. أنه لمحزن حقا أن نرى إصطفاف حكومتنا في معسكر الخسارة.

The End

لقاء لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية العراقية في مونتريال

October 21st, 2012

نظمت القنصلية العراقية في مونتريال لقاء الجالية مع وفد لجنة العلاقات الخارجية القادم للمشاركة في مؤتمر برلماني في مدينة كيبيك ، وكان الوفد برئاسة الشيخ همام حمودي وعضوية كل من السادة رافع عبد الجبار من التيار الصدري وصادق الركابي من حزب الدعوة والسيدات زالة نفطة جي من القائمة العراقية وآلا الطالباني من الأتحاد الكردستاني. وكان لقاء أعضاء الجالية في فندق كراون بلازا في مونتريال.

دار في اللقاء نقاش ساخن حول عدة مواضيع تركزت أغلبها حول أراء طرحتها النائبة آلا الطالباني، فقد أشتكت من الأصوات التي تنتقص من حرية التعبير في العراق وشككت في رغبة الأكراد في الإنفصال وأعطت العذر للأكراد في أضعاف تسليح الجيش العراقي. وقد رد العديد من الحضور وأكدوا أن حرية التعبير مقيدة لكن السيد صادق الركابي جاء بأمثلة منها أن صحيفة الشرق الأوسط السعودية التمويل تطبع في بغداد وتحتوي على تهجمات على الحكومة، فأجاب أحد الحاضرين بأن ذلك لا يعني حرية التعبير بل هو العرف السياسي والدبلوماسي حيث يخضع لمبدأ المعاملة بالمثل، فأضاف السيد الركابي مثال جريدة المدى العراقية المعارضة، لكننا نعتقد بأن هذه الصحيفة تخضع لضغوط وتشكو من تدخلات الحكومة.

لم ينل موضوع رغبة الأكراد بالأنفصال حقه من الإهتمام، لذا أشير إلى إستطلاع أجري مؤخرا في المناطق الكردية حول هذا الموضوع، فقد أظهرت نتائج الإستطلاع أن 46% من المستطلعين في السليمانية تؤيد الإنفصال وهذه النسبة ترتفع إلى 55% في أربيل و 81% في دهوك. ونلاحظ أن النسبة ترتفع بالتناسب مع البعد عن أيران مما يشير إلى خشية الأكراد من نوايا أيران تجاه إستقلال الأقليم بما يفوق خشيتهم من تركيا.

أما شكوك الأكراد تجاه قوة الجيش العراقي فقد أشرت في تعليقي للنائبة الطالباني أن حكومة الأقليم قد إستولت على 5000 دبابة نتيجة لحل الجيش العراقي وأن هذه العجلات ليست مصممة للعمل في المناطق الجبلية الوعرة كما هو الحال في كردستان، بل هي مصممة للحرب في السهول كما هي طبيعة المناطق العربية، لذا فهذه العجلات ليست دفاعية بل حصرا هجومية في يد الأكراد في مواجهة العراق، وشككت النائبة في صحة الأرقام مما أستفزني بالرد عليها بكلمة “مو بيدك” أي التشكيك بالأرقام، وأدى ذلك إلى محاولة إنسحابها من الجلسة. وقد إعتذرت لها من الكلمات الجارحة وأكرر إعتذاري لكن هذه الأرقام التي تتراوح بين 4500 و 5000 دبابة تتكرر في المحافل السياسية ومنها البرلمان العراقي وكان من المتوقع أن تكون النائبة المحترمة على إلمام بما يجري ويقال في البرلمان وخصوصا بما يهم الأقليم.

وكان سؤالي الأخير لوفد لجنة العلاقات الخارجية بخصوص الأنباء التي تواردت حول حجز 120 حافلة للحجاج الأتراك وهم في طريقهم إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج، وكان سؤالي هو ما هي مصلحة العراق في تأخير حجاج بيت الله وخصوصا والحكم بيد أحزاب يفترض إنها إسلامية؟ وقد أجاب السيد الركابي بأن الحافلات التي كانت تحمل الحجاج كانت إثنتان فقط والبقية كانت فارغة مما أثار حفيضة المسؤولين..ومن المواضيع الأخرى التي نوقشت في اللقاء المصاعب التي تواجه المغتربين العائدين للعراق وشحة المياه وتداعيته وخطورته على النمو والإسقرار.

وقد أسعدني كثرة الدعوات لإجراء التعداد السكاني وخصوصا في المناطق الكردية من قبل عدة أشخاص من الحضور، حيث أن هذا يقترب من النداء الذي ساهمت فيه في عام 2006والذي يدعو لأشراف الأمم المتحدة على التعداد والإنتخابات، بحيث يقبل الرد على سؤال قومية الأفراد أما أن يكون كرديا أو عربيا أو مختلط من الأثنين أو لا كردي ولا عربي بل عراقي فحسب، وهذه الردود سوف تسمح بأختيار جنسية واحدة أو إثنتان لمن يستحق.

The End

سلم البزون شحمة..

October 13th, 2012

هنالك العديد من القضايا الشائكة في العراق التي تحتوي على مستويات عدة من السرية والمعلومات الناقصة والتي تحتاج للوقت والدراسة والتمحيص من أجل أن يتم البت فيها مثل قضايا الإرهاب والفساد والعمالة، لكن قضية تخصيص الميزانية لمشاريع مستقبلية ثم إطلاق يد الحكومة للتصرف بها لا يحتاج لمعرفة جديدة، فالتفاصيل معروفة وحاضر الفساد والمشاريع الوهمية والكهرباء المفقود لهي شواهد لا يمكن إنكارها ولا الجدل حولها، إلا مع القلة المستفيدة من القطط السمان والتي لا تزال تحاول الأستيلاء على موارد المستقبل بعد أن إستنفذت موارد الحاضر وما تبقى من التراث والميراث.

أن الأحداث في دول الجوار لها تداعيات تنذر بالمزيد من المصاعب المالية والأمنية على العراق، ولا يخفى أن إستنزاف العملات الصعبة من السوق المحلية في تسارع والإصطفاف الواضح لسياسة الحكومة مع حكام أيران وسوريا وكلاهما يواجه المقاطعة الدولية مما يدعو للإعتقاد بأن مصير أي تسهيلات مالية جديدة سوف تجد طريقها نحو حلفاء الحكومة المحاصرين في دمشق وطهران. ولا نستبعد سيناريو إنهيار سعر الصرف في العراق بشكل مشابه لما حصل في إيران حيث فقدت العملة الأيرانية ثلاثون بالمئة من قيمتها في يوم واحد.

أن الموافقة على تخويل الحكومة عقد الصفقات بالدفع الآجل بما يوصف بأنه مشاريع البنية التحتية لهو تعامي لما هو واضح، فالحكومة لم ولا تمارس الشفافية في عقدها الصفقات ولا يوجد سبب ولا مصداقية لرمي شحمة أخرى للقطط السمان.

The End

أين تقع الصين؟

September 30th, 2012

ننسى في بعض الأحيان أمورا شتى من شأنها التأثير على حياتنا لبعدها عننا بالمكان أو بالزمان، ومن هذه الأمور هذه الأيام تصاعد إحتمالات المواجهة الساخنة بين الصين واليابان حول الجزر المعروفه بأسم سنكاكو باليابان أو دياويو بالصين، فهذه الجزر كانت وما تزال تحت سيطرة اليابان منذ 1895 لكن الصين تدعي أن اليابان قد خسرتها نتيجة لأستسلامها بعد الحرب العالمية الثانية.

ومن علامات النزاع الواضحة أن الدولتان يتبادلان التهديدات الصريحة بالحرب والصين قد حشدت أكثر من الف سفينة قبالة هذه الجزر، أما اليابان فقد أرسلت غواصاتها وطائراتها وكذالك محاربي الكاميكازي الإنتحاريين إلى الجزر، والمظاهرات الصاخبة في كلا البلدين.

أما دول المنطقة وشعوبها فهم في حالة خوف وترقب، ففي كوريا مثلا تزايدت أعداد الراغبين بالهجرة إلى كندا فجأة فأصبحت قائمة الإنتظار طويلة والنتائج بعد سبع سنين من التقديم، وفيزة الزيارة صعبت وحتى الأمهات كبار السن الذين يرغبون القدوم والعيش مع أبنائهن لغرض العناية بالأطفال أصبح عليهم دفع أربعة آلاف دولار تأمين..

المواجهة بين الصين واليابان دخلت حيز الممكن وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط حقيقية، فبين زعزعة النظام المالي العالمي الذي يؤثر على أسعار النفط وبين عرقلة الطرق البحرية وبين الأسطفافات الحتمية لأيران والعراق على جانب الصين فأن نذر عدم الإستقرار تطالنا وتطال جميع أنحاء العالم سواء ساهمنا أم لم نساهم في حرب واسعة أبعدنا الله عنها.

The End

الإطفائية النائمة

September 2nd, 2012

تكثر هذه الأيام الأعمال والمقالات الإستفزازية بين الطوائف وبغض النظر عن مصادرهذه الشررات وأهدافها المعروفة في إيقاظ نيران الفتنة الطائفية نلاحظ، مع كثرة هذه الأحداث، قلة الجهود والمواقف من قبل السلطات المنتخبة لإخماد الفتن وكأن هذه الأمور لا تعنيها إلا إذا إستهدفتها مباشرة، وليس هذا الأمر قاصرا على القيادات العليا أو حتى المتوسطة فالمراقب الساكن في بغداد أو ضواحيها يلاحظ أن مراكز الشرطة ونقاط التفتيش وأي من أفراد الأمن قد توقفوا عن إداء واجباتهم الطبيعية في مساعدة الشعب منذ زمن بعيد إلا ما ندر، ولا يهمهم إلا الحفاظ على أرواحهم خلال خفاراتهم وإرضاء أصحاب القرار.

ليس الهدف توجيه اللوم لجهة دون الأخرى لكن الواقع يقول أن الإصلاح والعدالة وتحديد سياسة البلد هو مسؤولية الأفراد والجهات التي في السلطة. وإذا كان جميع من في هرم المسؤولية من القواعد إلى القمة لا يهمهم سوى الحفاظ على حياتهم ومكاسبهم السريعة فلن يبقى أي رصيد لتحقيق المصلحة العامة، أما الكلام عن العدالة المعطلة في ظل الإستفزازات الطائفية فلا يعدو كونه حزبية ضيقة وتعامي عن تقصير خطير.

يخلط البعض في فهم العدالة ودورها في مجتمعات اليوم حينما يتصورون أنها ماهي إلا مقدمة لحساب الله العسير في يوم القيامة وأن العقاب ينبغي أن يكون نهائيا وينفذ لذاته وأن الردع نتيجةّ مضمونة للعقاب الشديد، وما نشاهد الآن من تطبيق جزئي للعدالة في العراق مثال على ذلك. نقول أن الردع لا يتم نتيجة لقسوة العقاب ولا لإنتقائية الحساب وإنما لتوافر شرط المساواة، فالعدالة المعصوبة العينين والتي لا ترى طائفة المجرم أولون بشرته أو أي من صفاته التي لا تمت بصلة لجريمته هي العدالة التي تؤدي إلى الردع، أما الإنتقائية والإعدامات بدون محاكمات شفافة فهي أعمال سياسية وأستفزازات تؤدي إلى المزيد من عدم الإستقرار.

The End

ما الذي يحصل في سوريا اليوم؟

July 22nd, 2012

مع تسارع الأحداث في الشرق الأوسط عموما وفي سوريا على وجه الخصوص تزداد الحاجة لوضع المستجدات الكثيرة في نصابها من أجل أن نرى الصورة المتكاملة، فالتفاصيل كثيرة ووسائل الإعلام تنتقي ما تشاء بغرض كسب المزيد من المستمعين أو القارئين لكنها تهمل ما هو ليس في خدمة توجهاتها.

لاشك أن المواجهات بين المعارضة السورية والحكومة تتسبب في سقوط العشرات وربما المئات من القتلى يوميا ولا شك أن الفيتو الروسي والصيني يقفان حائلا أمام التوجهات الغربية ولبعض الدول العربية لمساعدة قوات المعارضة، والموقف في تأزم والجالية العراقية هي الأخرى تتعرض للأرهاب والأذى والأسعار المتضخمة التي بلغت أربع أضعاف المعتاد وهي الآن بين نارين، نار البقاء في سوريا حيث كان الأستقرار لسنين خلت أو العودة القسرية لوطن يفتقر لأبسط الخدمات، علما بأن الكهرباء في المناطق الشمالية والتي تخضع للمعارضة أصبحت الآن تستمر لساعتين يوميا فقط .

تناقلت الأخبار نبأ إعادة تخزين الأسلحة الكيمياوية التي تمتلكها الحكومة السورية وأشارت التصريحات الغربية بأهمية هذا النبأ حيث أنه قد يعني وجود النية لدى الحكومة لأستعمال هذه الأسلحة ضد المعارضة، وأشار آخرون إلى إحتمال نقل هذه الأسلحة ومواد عسكرية أخرى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله في لبنان حيث يفهم أنها قد تستعمل في مواجهات محلية أو دولية وتسبب وضعا من عدم الإستقرار. ولذلك يشكل نبأ إعادة التخزين خطوة تستحق الرد الفوري من المعارضة من ناحية ومن المجتمع الدولي من ناحية أخرى، ولم ننتظر طويلا حيث قام الجيش السوري الحر وهو مجموعة من المنشقين من الجيش النظامي بتحركات في قلب العاصمة شملت تفجير مركز إجتماعات لجنة الأمن الحكومية يوم الأربعاء الماضي التي أدت إلى مقتل أربعة من الوزراء أو المقربين من قيادة الرئيس بشار الأسد، وبذلك قام بنقل المواجهة إلى داخل المدن الكبرى بما فيها العاصمة ومدينة حلب التي تخضع لمواجهات عنيفة حاليا، وأهمية تغيير مواقع المواجهة تكمن في إستحالة إستعمال أسلحة التدمير الشامل مثل الأسلحة الكيمياوية في هذه المواقع. لكن التداعيات الأهم هي إزدياد وتيرة الإنشقاقات بين صفوف الجيش النظامي حيث أن جزء من المنشقين ينظم إلى المقاومة بأسلحته وعتاده والتي تفتقر المقاومة لها كثيرا، وهذا ما حصل للجيش الحر مما دفع بموازين الصراع لجانبه ليس في مواجهة الحكومة المركزية فحسب ولكن في إكتساب الشرعية في التحدث بأسم المقاومة أمام المجتمع الدولي وإنتزاعها من فصائل ومنظمات المقاومة الأخرى كالأخوان والسلفيين والمجلس الوطني برئآسة عبد الباسط سيدا.

التغيير في سوريا آت لا محالة والنتائج سوف تطال جميع دول الجوار لكن حكومتنا لا تزال تتمسك بموقف مساندة الوضع القائم مما يدفعنا للتساؤل: ما هي حسابات السياسة والمواقف الأقليمية؟ هل هي نابعة من الحفاظ على المصالح العراقية أم هي إستجابة لضغوط إقليمية ومقايضات من أجل الحفاظ على مصالح ضيقة؟ بأي حال سواء في سوريا أو العراق: دوام الحال من المحال.

The End

أيهما الأفضل: حكم العساكر أم الأخوان في مصر؟

June 24th, 2012

على خلفية إعلان محمد مرسي رئيسا منتخبا في مصر يتسائل الكثيرون عن تداعيات هذا الحدث، حيث أن الكثيرين من الليبراليين والعلمانيين والمسيحيين متخوفون من هيمنة الأسلاميين ويتصورون أن ما حدث في العراق وأفغانستان وأيران بعد سيطرة الإسلاميين سوف يتكرر في مصر. ولا ندعي أن لدينا كرة من الكريستال نستكشف منها المستقبل لكن هنالك بعض الثوابت التي تختلف مصر فيها عن بقية الأمم. ولعل من أهم هذه الثوابت سيطرة الجيش على مقاليد الأمور الفعلية قبل الإنتخابات وبعدها وطريقة الوصول إلى الحكم الديمقراطية التي لم تستثني أحدا من الأحزاب والإستمرار الفعلي للمؤسسات القضائية المستقلة وجميع هذه العوامل تمهد للحد من التغييرات المتوقعة بإتجاه التطرف الديني وتوزع السلطات بين مؤسسات مختلفة ولا تحصرها على المؤسسة الرئاسية.

تسيطر المؤسسات العسكرية على القرارات الأمنية وهذا ليس أسوأ ما في الأمر، فالجيش هو من أهم مصادر التوظيف والمنتسبين موزعين على جميع أطياف الشعب المصري، وبسبب ضخامة القاعدة الوظيفية والمصاريف المتعلقة بها فأن هذه التكاليف تقتطع من دخول كان يمكن أن توجه نحو نشاطات تنموية ذات جدوى إقتصادية إنتاجية بعيدة المدى توزع على قاعدة أوسع.

وهنالك عامل مهم في إحتواء التحديات من القاعدة السلفية ذات الوجود المحسوس في المناطق الريفية في مصر، فإستمرار حكم العساكر يعني ترسيخ السياسات السابقة التي لم تجدي نفعا في القمع والإبعاد عن العملية السياسية لهذه الشريحة المهمة، أن الأخوان أقدر من العساكر في التعامل مع السلفيين والحد من تطرفاتهم بإستعمال الوسائل الديمقراطية، لذا يبدي لي أن إعلان فوز محمد مرسي أفضل لإستمرار الديمقراطية في مصر.

The End

مناورة الأخطبوط

June 10th, 2012

ينفث الأخطبوط سحابة من الحبر الأزرق حينما يستشعر الخطر لخلق منطقة من الغطاء التي تمكنه من التمويه للأنسحاب أو الهجوم على خصمه بدون التعرض لأذى، وتكثر هذه الأيام المقالات واللآراء التي لا تذكر مصادرها والتي تهاجم أو تدعي كذبا أو تذكر آراء جارحة بلغة ركيكة وما هي إلا جهودا للتغطية على ضعف في مواقف مطلقيها وإعطائهم الفرصة للتراجع أو الهجوم من فتحة جديدة لدى خصومهم.

وفي سياق تحركات سحب الثقة صرح رئيسنا الموقر مام جلال يوم أمس بأن “نصاب” معسكر المطالبين بسحب الثقة لم يكتمل لأن لجنته التي كلفها بتعداد التواقيع المطالبة قد تأكدت من أسماء 157 فقط وهذا يقل بستة أصوات عن المطلوب لنجاح سحب الثقة وذلك بعد إنسحاب البعض و”تعليق” تواقيع البعض اللآخر، ولكن لم يذكر أي واقعة للتزوير في التواقيع. نجد أن إستعمال وصف النصاب ليس في مكانه فالتواقيع ليست بالحضور أصلا مما يوحي بأن الطالباني ومن في جانبه سوف يمتنعون عن الحضور في أي إجتماع لمجلس النواب يدرج فيه إقتراع سحب الثقة. ونجد بعض الوقائع التي تدعو للإعتقاد بنوايا التمويه والتغطية في مقالة ريدار فيسر التي قامت بتحليل حيثيات التصريح، فقد وجد فيسر أن تعداد التواقيع الذي جاء به التصريح لم يحتوي على أي من الأسماء من قائمة الطالباني وبعض المستقلين الذين ساندوا سحب الثقة أصلا ولم يكونوا من بين المنسحبين. لا نستطيع الإفتراض بأن الحذف كان عفويا فالأرقام تقترب في مجموعها من المستوى الحرج بين النجاح والفشل وأي زيادة أو نقصان يحمل في طياته نتائج بعيدة الأثر. والتفسير المعقول هو أن مام جلال قد أعطى لنفسه حق التوقيع نيابة عن أعضاء كتلته الأثني عشر وهذا الإمتياز لم يتمتع به أي من رؤساء الكتل والأحزاب الأخرى، والواقع هو أنه لا يستطيع منع أي منهم من مساندة سحب الثقة. يستبق مام جلال التصويت بطلب قائمة تواقيع بأعضاء مجلس النواب المساندين لمشروع سحب الثقة ونتسائل إذا ما فائدة الديمقراطية؟ أليس التصويت هو السبيل المشروع لأيجاد التواقيع؟ لكنه يناور كالأخطبوط لأخفاء عجزه عن توجيه أعضاء حزبه.

أنتقد مام جلال بعيد ظهور نتائج الأنتخابات النيابية الأخيرة قيادة أياد علاوي لأنه لا يستطيع إدارة كتلته فكيف يستطيع إدارة بلد كالعراق؟ والآن دارت الدوائر لنرى أنه لا يستطيع قيادة حزبه ويغطي على عجزه بالتمويه، وإلا لطلب إجراء تصويت عدم الثقة وظهرت جميع التواقيع المساندة والمعارضة كما يحصل في الديمقراطيات الفاعلة.

The End

منطق القذافي

May 6th, 2012

صرح الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في مقابلة خلال الأحداث التي أطاحت به بأنه لم يكن يشغل أي منصب بصورة رسمية لذلك فلم يكن يستطيع الإستجابة لطلبات الثوار بالأستقالة، ومن الناحية الشكلية كان تصريحه هذا صحيحا، فلم يكن هنالك رئيس دولة في ليبيا، لكنه كان قد إحتفظ بدور لم يكن له فيه منازع فكان هو الوحيد من الناحية الدستورية الذي له دور تفسير الدستور، فكان بذلك الوكيل الذي يتصرف بما شاء نيابة عن ثورته الخضراء، ولم يكن هنالك أحد من الناحية العملية يستطيع محاسبته ولا إقالته على ما قام به من أعمال وتصريف أموال الدولة.

تذكرت منطق القذافي حينما علمت عن دعوة رئيس الوزراء ل”جميع الشركاء الموجودين في العملية السياسية إلى حضور المؤتمر الوطني لحل الأزمة السياسية، مؤكدا أنها ستجد أقصى درجات الاستجابة لكن عبر الدستور العراقي “ فالإستناد إلى الدستور حينما يكون الداعي هو المترجم الوحيد له من خلال إحتكاره لأدارة الهيئات والمؤسسات التي من المفترض أن تكون مستقلة ومن خلال تفسيراته الملتوية وتعييناته وحتى تصريحاته ليست إلا مناورات ومواقف تعكس منطق القذافي في الأستحواذ على الدستور وحصر تفسيرة في يد شخص واحد. لذ فأن التفاوض في ظلال المفسر الدستوري الأوحد ليس سوى تمارين هدفها تقوية المفسر في النهاية ولا يمكن أن تؤدي الى مكاسب مرحلية ذات قيمة حقيقية للجهات المقابلة.

لكن المقارنة مع القذافي ووضعه تنتهي مع الإنتخابات، فالقذافي جاء بإنقلاب ولم تكن لديه إنتخابات حقيقية وهذا ما ساعد في إستمراره وإطالة حكمه، والتصويت في العراق سوف لن يكون على شعارات ودعايات مكلفة فحسب ولكن على طريقة تفسير الدستور، فالفوز بالإنتخابات هو تفويض للفائز بتفسير الدستور حسب وعوده والخسارة هي سحب للتفويض ولن تجدي حينها تفسيرات خبراء القانون الملتوية في إستطالة التفويض

The End

What’s on America’s Middle Eastern Plate lately?

April 8th, 2012

Having an ally like Israel severely limits the choices in front of US policy makers for the Middle East. It is no secret that the axis of the two hawks; Netanyahu and Barak, is driving Israel and the US towards attacking Iran’s nuclear installation, and that the voices of caution inside both countries are finding it more difficult to restrain such an action which comes with uncertain consequences. The other difficult choice in front of US Middle East policy is what to do about Syria? Syrian opposition is at least holding ground if not gaining in military sense against overwhelming government brutality supported by Russia and Iran. Israel’s position vise-a-vise Syria is not very well defined due to the probability of an anti-Israeli Islamist regime to follow the Assad dynasty. The vagueness in the Israeli position provides some latitude for US action on Syria. Continuing the conflict is not entirely bad for the US since the conflict is draining resources from Syria’s allies and cannot be sustained for too long, but an outcome of government victory or long term prevalence weighs into justifying an attack on Iran. Also, an unaided win of the Islamist opposition in Syria without the substantial involvement of the US will diminish its leverage and encourage anti-Israeli sentiments.

Among so many uncertain factors affecting Middle Eastern events we have to recognize which ones are more certain and which can change. Nuclear technology is old and is getting older with the passing of time, this fact is more certain than the commitment of the US to the qualitative superiority of Israel’s military technology. There will be more countries with nuclear technology, this is an immutable truth, and the US has to assert its qualitative superiority with new technology rather than to hopelessly try to suppress old well-known nuclear science and engineering. A coordinated US/Israeli attack on the depth of Iran will justify the use of Iranian nuclear devices against Israel and will show its vulnerability and its shallow strategic depth. Due to its geography, Iran is more able to absorb the first strike and the US will be forced to act against its own interest in a futile war. The US has every reason not to play second fiddle in an Israeli strike, but how does Syria play into this? Syria provides a neutral ground for containment of Iran and its nuclear ambitions but the US must show tangible gain in order to stall the Israeli hawks and prevent them from hurting themselves. The short term choice on the US’s Middle East plate is either a Syrian opposition win or an Israeli nuclear venture into Iran.

Between leading in the aid of Syrian opposition or trailing behind Israel in attacking Iran the US has to make a choice. If it is the former it must act now in full effort to arm the SFA, Russia must understand that it is much more than a question of protecting its own interest and leverage in the Middle East. No immediate action on the part of the US is a sure recipe for losing leverage and letting Israeli and Iranian hawks rule the region.

The End